سلام الله على المدرسة ، سلام الله على نخوة جعفر وفزعة صلاح الدين وحزام القدس .
حينما اكتب عن العشائر يصهل القلم بالمعنوية العالية ، ويتضوع مداده بالايجابية ، ويعبق من حروفه شذى المروءة والنخوة والشمائل الكريمة .
في الاردن للقبائل بصمتّها في البناء القويم ، ولها اريجها في مكارم الشيم والاخلاق ، ولها فوح عبيرها في المروءة واستنهاض الهمم ، وعشائر بني حسن الاكارم مرير " يعنقر" بكل تجليات العنفوان على منطقة تمتد من الزرقاء الى ام اللولو ومن قفقفا الى سلحوب ، كانوا على المدى " لا ينزلون الا على دروب الخطارة من اجل ان يكرموا عابر السبيل والمرتحل " ، " والضيف لا جانا نلاقيه بترحيب واللي زمانه جار نجزل عطاياه " ، شجعان وفرسان واهل بأس شديد ، " لم يسجل عليهم غزو من اجل الغزو وانما لأستجارة بها او للذود عن مضاربها :
" بني حسن ربع تواصوا على الطيب ودخيلنا من الضيم حنا حميناه
عدونا يا ما يشوف المصاعيب من سم صافي بالمعارك سقيناه
عقبان فوق الخيل وقت المحاريب ولا صاح صايح بالعجل نسمع نداه
غصنان كريمان ، الثبته والهليل ، ينهلان من محتد رفيع " جعفر الصادق " ومنهل عذب المناقب " الباقر " ، نسب جامع ، جده لابيه يرتوي بعطر الهاشميين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ، وجده لامه ينهل من الصديّق اول الخلفاء الراشدين ابو بكر الصديّق ، " اقولها ويا كثر الاقوال اقولها بالفخر والعز حنا حسنيه " .
استعان بهم القائد المظفر صلاح الدين مرتين ، مرة في حصاره للكرك والشوبك ابان الصليبين ، ومرة حينما فتح بيت المقدس ، واقطعهم تسعة قرى على حزام القدس " الولجة ، والجورة ، الملحة ، شرفات ، سطاف ، بتير ، بيت صفافا ، خربة اللوز ، صوبا " ، وجعل لهم موسماً خاصاً بهم يسمى موسم النبي موسى ينزلون به بكامل اسلحتهم الى مدينة القدس ، " بني حسن يا عز الجار للجار لانضام قصيركم ولا نشف ريقه " ، " يا ابو العقال اللي على الراس مايل يا مجيب لصوات اللي يستغيثون " .
بني حسن يسجل لهم التاريخ باحرف من نور بأنهم اهل فزعة ونخوة " لا نادى الوطن صبو كنهم انهار مغاوير اصحاب سواعد شديدة " ، ويسجل لهم التاريخ ايضا بانهم من اهل الحل والمشورة :
" الشور الاصبح لابن قلاب شاره الله واكبر يوم شيخنا شار
اجاك ابن قلاب وما يهاب الخساره يوم اللقا بيديه قصف الاعمار
شيخ الشيوخ ومن ماكر حراره اخو فضيه مصفي كل الاكدار " .
نخوة بني حسن الجعافرة ، انعم واكرم بها من نخوة ونداء ، فلجعفر في تاريخنا تضوع المسك ، جعفر الطيار من رائحة النبوة ، وجعفر الصادق النسب الجامع وبحر العلم .