في رسالة جلالة الملك في عيد ميلاده الستين ، شَخَّصَ أمراض الدولة ، ووضَّحَ مواطنَ الخللِ ، وأقتبس: "ضعف العمل المؤسسي ، تلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط ، تمترس بيروقراطي ، إنغلاق في وجه التغيير ، تًغوُّل الإشاعة والأخبار الكاذبة والمعلومات الزائفة ، بثّ روح السلبية والإحباط ، زعزعة الثقة " .
في نفس الوقت وَضَعَ العلاج ، من خِلال ورشة عمل اقتصادية ، تحت إشراف خبراء ومختصين لوضع رؤيا شاملة محكمة للسنوات القادمة ، فالإزدهار الإقتصاديّ هو السلاح الوحيد للتحرر من الفقر والجوعِ والمرضِ والجهل ، هذه الورشة الإقتصادية الهامة ستعمل على مضاعفة فرص العمل ، توسيع الطبقة الوسطى ،توفير حياة كريمة ، تحقيق العدالة الإجتماعية والرفاه ، رفع مستوى المعيشة ،تحسين دخل الفرد .
باختصار ، نحن أمام مشروع وطنيّ للنهوض بالدولة وتحديثها بشكلٍ عام ، وليس تحديث المنظومة السياسية فقط ، هي ثورة بيضاء ، قائدها جلالة الملك ، وجنودها كافة المواطنين ، وكافة الشرفاء من النخب الوطنية ، هي فرصةٌ تاريخية لإعادة التنظيم ، هي تقدير موقف وطنيّ شامل ، للبدء بمعركةٍ سياسيةٍ إقتصاديةٍ ثقافيةٍ علميةٍ تكنولوجيةٍ ، لإعادة عجلات القطارِ إلى السكَّة ، وضع الحصانِ أمام العربةِ ، هو مشروعٌ يبعثُ روحَ الأملِ والتفاؤلِ ، يشف صدور قومٍ يؤمنون بهذا الوطنِ ، يُعالج مرضى الإحباط واليأس والقنوط ،للوطنِ مصالحٌ ومكاسبٌ ومنافعٌ ومشاربٌ من هذا المشروعِ .
علينا التحلي بالإرادة الإنسانية القويّة ، وتحدّي الصعاب ، وتجاوز العقبات ، والتغلب على الموانع ، وتخطّي الحواجزِ ، الأردنيُّ قدوةٌ في قوَّةِ العزيمة والحماس والنشاط ، يرفضُ الإستسلام للواقع ، لا يتطلع إلى الخلف، يبحثُ عن مستقبلٍ مشرقٍ ، هو مشروعٌ وطنيٌّ تاريخيٌّ لا يحتمل الفشل .