اقر الاعلان العالمي لحقوق الانسان ان المشاركة في الانتخابات بشكل فعال هو ضمان للديمقراطية والحرية والنهضة والتنمية الشاملة , ولكل شخص حق المشاركة في صنع القرار و ادارة شؤون الحياة العامة اما بطريقة مباشرة او غير مباشرة من خلال ممثلين يختارون في اجواء من الحرية والنزاهة والشفافية .
وتعد المشاركة في الانتخابات سواء كانت نيابية او بلدية او مجالس محافظات من خلال التصويت وسيلة هامة واساسية تمكن المواطن من رسم مستقبل وطنه من كافة جوانب الحياة واهمها الجانب السياسي والاقتصادي والتنموي , وكذلك التأثير المباشر على القرارات الحكومية او اي قرارات تتعلق بالشأن العام , والمشاركة كذلك تعزز الديمقراطية والنهوض بالاوطان ويدل على وجود وعي سياسي واجتماعي داخل المجتمعات .
التصويت هو اختيار المواطن لمترشح يمثله في الهيئات والمؤسسات المنتخبة التي تتولى اعداد القوانين والتشريعات وتقديم الخدمات المختلفة , والتصويت يعني ان يدرك المواطن جيدا أهمية الانتخابات بشكل كبير ودوره والتزامه تجاه العملية الانتخابية , و كيف يختار المترشح المناسب و الافضل صاحب البرامج والخطط المناسبة لطموحاته وتطلعاته ورؤيته في خدمة الصالح العام .
ان المشاركة في الانتخابات والحث على مشاركة الاخرين يعد واجبا وطنيا ودينيا واخلاقيا ودستوريا , حيث ان جميع ابناء الوطن على اختلاف منابتهم ومشاربهم معنيون بالمشاركة بالانتخابات بشكل فعال وذلك للتأكيد على الالتزام الحقيقي بالنهج الديمقراطي الحضاري والمشاركة الشعبية في صنع القرار.
ان العديد من تجارب مقاطعة الانتخابات حول العالم ساهمت في وصول مترشحين غير قادرين على القيادة والادارة والبناء والتنمية , والنتيجة الوطن والمواطن من يدفع الثمن, فوصول اشخاص غير قادرين او مؤهلين يسهم بشكل كبير في تراجع اداء المؤسسات والخدمات وضعف التخطيط وتوقف عجلة التنمية وتفشي الفساد بانواعه , والمقاطعة جاءت للاسباب عديدة واهمها عدم ثقة الناخبين بالحكومة او ببعض الاسماء المطروحة من المترشحين , او في اداء المجالس السابقة , وحجم الانجازات , او عدم وجود ثقافة تحتم على الناخب اختيار من يمثله بالشكل الامثل لتلقي الخدمة بكل عدالة وسهولة ويسر.
رغم الكثير من الاسباب التي ساعدت على مقاطعة الانتخابات عبر دورات سابقة , الا ان هناك الغالبية العظمى من ابناء الوطن الذين يدركون جيدا ان صناديق الاقتراع هي الخيار الوحيد للتطوير والتحديث وتعزيز التنمية الشاملة واختيار الافضل في الاداء والمقدرة على ادارة المؤسسات لتحقيق التقدم والنمو للوطن والمواطن , ومع هذا وذاك صار مألوفا مع كل استحقاق دستوري ظهور اصوات عابثة , تحبط من معنويات الناخبين وتشكك بمصداقية الحكومة بعدم التدخل بالانتخابات من قريب او بعيد وتشكك بمقدرة الهيئة المستقلة على ادارة العملية الانتخابية .
المتربصون بالوطن كثيرون من الداخل والخارج ومن اصحاب الاجندات والمصالح الشخصية , ويجب على جميع ابناء الوطن المخلصين محاربتهم والتصدي لهم ليس بالقول فقط بل بالفعل الحقيقي والمسؤول من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات واعلاء صوت الوطن بكافة الوسائل والطرق , ونقول كلمة للعالم ان الاردن كان ومازال وسيبقى من الدول التي يسودها الحرية والديمقراطية رغم التحديات التي تعصف بالوطن من مختلف الجوانب , و الاردن دائما وابدا يستحق الافضل .