يا أمي.... إذا وصلتك رسالتي هذه صباحا فصباح الخيرات.. وإن كانت مساءا فمساء المسرات ..
إلى صاحبة القلب الذي ملؤه الطهر والعفة، هل ضمة ورد تكفي ؟.
إلى البوابة المؤدية الى رضا الرحمن.... هل خاتم ذهب يكفي؟..
إلى الشمس والضحى الذي يعقب الليل اذا سجى، إلى ذاك الجبين المورد والوشم الذي يلوح كالبارق اللمّاح ليجعل من ذلك الوجه أجمل من اشراقة الصباح ..إلى تلك الظفيرة التي يفوح منها عبير الجنة ، هل قبلة على يديك وجبينك تكفي؟ لا يكفي ولن يكفي..
الأم حالة إنسانية عز نظيرها، وعالم يفيض بالحدب والحنان .... وعند الكتابة عن الأم تجتاحك عاطفة من الوجد والقشعريرة تهز بدنك هياما، وتذوب حشاشتك حين لا تقوى على كفكفة مدامعك.... وبمناسبة يوم الأم اخترت أن أكتب لسيدة فاضلة جليلة ذابت وأحترقت كالشمعة لتضيء المستقبل بجيل ملؤه الخشونة والرجولة...
أم صالح، سنديانة شامخة وارفة يتفيأ ظلها فلذات كبدها... الذين رغم اشتعال الشيب في روؤسهم.. لم يزالوا يستشعرون الطفولة في رحابها، حتى إذا كانوا في القوم الطوال تقاصر طولهم ، وتذللت نفوسهم أمام عظيم عرفانها ومحاسن جمائلها .
فيا أجمل عنوان في كتاب هذه الحياة، ويا ابهى خال في وجنة الأيام، سألت الله دوما لك السلامة من كل أمر والغنيمة من كل بر، ومتعك الله بوافر الصحة والمعافاة... وكل عام وأنت ترفلين بثوب الصحة والسؤدد .