كل معاني الشكر والتقدير لأحد رجالات الطفيلة الخيرين و روادها، ذلك الرجل الذي ينحدر من عشيرة القرارعة في عين البيضاء ،الفائز بعضوية مجلس اللامركزية عن منطقة - عين البيضاء والحسين- م. مالك القرارعة (أبو سفيان) على تبرعه السخي براتبه بما مجموعه (6 الآف دينار) لمدة سنة لصالح صندوق زكاة عين البيضاء وعابل وبما يشمل منطقة الحسين .
بارك الله فيك يا أبو سفيان على هذه المبادرة التي سوف تعيد إلى الأذهان ضرورة قيام رؤوس الأموال الكبيرة و الشركات في وطننا الغالي بتقديم زكاة أموالهم إلى الفقراء و المحتاجين ، و أرى فيها رسالة واضحة يجب أن تنشر على نطاق واسع لإعادة تطبيق هذا الركن المعطل من أركان الإسلام على أرض الواقع حتى يرضى الله علينا ويغير الحال إلى أحسن حال، استجابة للمولى عزوجل في محكم كتابه( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عليمَ") سورة التوبة .
عندما قرأت خبر التبرع من هذا الرجل لم استغرب ذلك ، فأنا تعرفت عليه من خلال إتصال هاتفي أجراه معي قبل ( ٧سنوات)، حيث عرف على نفسه بأنه زوج أم سفيان القائدة التربوية منى القرارعة مديرة مدرسة خولة بنت الأزور في ذلك الوقت و ما زالت ، فقام بشكري والثناء علي على ما قمت به من الكتابة عن المدرسة ومديرتها ضمن مقالة تحدثت فيها عن إنجازات المدرسة التي كانت في ذلك الوقت تحقق الإنجازات التربوية و:الجوائز على مستوى المملكة لا سيما فوز حديقتها كأفضل حديقة على مستوى المملكة لمدة( ٣ ) أعوام متتالية ابتداء من (٢٠١٣ ) ،وكذلك فوز طالبات المدرسة على مستوى المملكة و الجنوب و المحافظة في عدة نشاطات كثيرة جدا لا يسعفنا الوقت لذكرها .
أذكر أن الرجل خلال الإتصال الهاتفي ألح عليَّ بشدة لإكرامي في بيته و كان يقول:" سوف اتي إليك بسيارتي لنقلك جهز حالك" كان يعلم أنني لا أملك سيارة في ذلك الوقت لفقر الحال وظروف اقتصادية صعبة ، فتعذرت منه بشدة ، وقلت له لم يسبق لي أن دخلت بيت احدا من قبل سواء مدير أو مديرة ابدا كتبت عنهما وعن مدرستهما لظروف في نفسي وقناعة أن ما أقوم به رسالة، مفادها تقدير جهد الناس في قطاع التربية واجب على الجميع ، عندها شكرني مرة أخرى وأغلق هاتفه وكأنه لم يعجبه ردي ، فقد كان يريد إكرامي و الالتقاء بي على أرض الواقع ومن ذلك الوقت لم التقيه ابدا بإستثناء تعليقاته على بعض منشوراتي عبر مواقع التواصل الإجتماعي .
والحقيقة تقال أنه لم يسبق لي منذ ( ٩ ) سنوات أن دخلت مدرسة في محافظة الطفيله وأصاب بالذهول بحكم تغطيتي الإعلامية ومرافقتي لمدراء التربية منذ ذلك الوقت إلا عند دخولي مدرسة خولة بنت الأزور في عين البيضاء ،التي تديرها القائدة التربوية (أم سفيان) زوجة م. مالك ، لما أراه في المدرسة من إحترام و تقدير و أكرام ، فهي مدرسة نموذجية من طراز رفيع ، من حيث طلبتها الأذكياء ومعلماتها المخلصات المتميزات ومديرتها الحكيمة صاحبة الفضل بازدهار المدرسة بعد الله تعالى ،حيث دأبت المدرسة في عدة زيارات لها قبل سنوات لحضور بعض الفعاليات بعمل وجبة غذاء للضيوف المشاركين في بعض الفعاليات ، و المؤتمرات والندوات ، وتارة أخرى عمل فطور ، فقد شعرت أن مديرة المدرسة بارك الله فيها تتسابق في عمل الخير واكرام الضيوف و تقدير القامات التربوية والوطنية الذين يزورون المدرسة للمشاركة في بعض الفعاليات .
أذكر أنها اكرمتني خير إكرام، عندما كنت في تغطية إعلامية قبل سنوات قليلة ، فقد انعمت عليّ بدرعٍ تذكاريّ أثناء تسليم الدروع لبعض القيادات من منطقة عين البيضاء الداعمين للعملية التعليمية في المدرسة ،و المشاركين في النشاطات التي تعقدها المدرسة ، الغريب في الأمر ،و أشهد الله تعالى أنني انصدمت عندما قامت عريفة الحفل بالمناداه على أسمي لاستلام الدرع من راعي الحفل ، فلم أكن أعلم بالتكريم ، كوني تفقدت الدروع قبل بدء الفعالية و أطلعت على فقرات الحفل، فلم أشاهد شيئا أو الحظ ما يشير لتكريمي، خاصة أن الدرع محفور عليه أسمي الإعلامي التربوي يوسف المرافي، ولم يتم أعطائي له صدفة كبعض الدروع التي لا يوجد عليها اسم صاحب الدرع ، فقد كان معد مسبقا.
و للأمانة والحق يقال، أن هذه المدرسة الوحيدة في محافظه الطفيلة التي اعطتني درعا ،وكرمتني، فلم يسبق لي أن كرمت تكريما على جهودي الإعلامية إلا في هذه المدرسة ،مع أنني والكل يعلم، لا أحب الظهور الإعلامي و الشكر و التكريم ، فلو كنت كذلك لشاهدتموني عبر التلفزيون والمواقع العريقة ، جزاها الله كل خير وجزى الله أبا سفيان على مبادرته وكثر الله من أمثاله في هذه الوطن الغالي .