يا شيرين، ماذا عسانا ان نقول لك ِ وأنت تتوجين رحلة العمر هذه بتلك الحالة من الزهو في الدفاع عن الحق، كثيرين غيري وأنا نعيش الصدمة، وفقدان التوازن، هذا يوم ٌ قاسٍ مؤلم توجته فجيعة على فقدانك على أيادي الصلف، والجنود !!
يد القناص يا شيرين التي قتلتك قد صفعت الرجولة العربية، وكشفت زيفنا وجبننا ، ونحن أمة الثرثرة والكلام والبلاغة،
رجولة العربي السياسي، والمثقف والشاعر والأديب والضابط والجنرال وممن تمتلئ صدورهم بالنياشين الزائفة كشفت عنها اليوم رصاصة غادرة،
على النساء العربيات بعد اليوم ان لا ينظرن باحترام لنا .. لنا كلنا معشر رجال الأمة، وعليهن ان لا يصدقن كل الكلام الذي يطرق مسامعهن من أي رجل عربي!!
شجاعة العربي كذبة، والشجعان الذين أتوا من التاريخ محض خدعة، غالبتهم لا نرتبط بهم من قريب او بعيد، وما يكتبون عنهم ليس صحيحاً، فالفخر مجرد إدعاء ساذج !!
تقتل الجياد وسط المعارك، والفرسان يبحثون عن الغنائم… العرب اليوم من الرجال مفتونون بأنفسهم كعارضات الأزياء، يريدون أضواء وشهرة ومنصباً ومالاً !!
ينافقون أبناء السلاطين، حتى لو كانوا مراهقين، ويتسابقون للتطبيل والمديح والإستجداء
فأي أمة أصبحت غُثاء !!
أصبحت يا شيرين اليوم لا احترم رجال القبيلة ولا لحاهم او شواربهم وانا منهم، اذ كلنا لا نسوى ظفيرة لشهيدة !!
الويل والثبور لأمة لم يبق فيها رجلا ً يرد الضيم او يدافع عن وهم ٍ ولو كان حيله !!
اصدقكم القول
اني هذا اليوم وهذا المساء لم أعد أمتلك القدرة على التفكير او الحديث او حتى الرد او التواصل
رحم الله شيرين
أوجعتني نهايتها … رغم اعداد من فقدانهم
عذرا من روحها الطاهرة
وعذرا ً منكم …
إذ ان الحزن يغمرني ليس بسبب رحيلها الى عليين فقط، وإنما للحالة العربية التي نحن عليها من بؤس وتخاذل وقلة حيلة !!
لم يعد في الأمة رجال
على المرأة العربية أينما كانت ان لا تحترم رجلا ً فينا
سواء شاعر او مثقف او سياسي او جنرال
أشعر بالخجل من نفسي قبل غيري
اسمحولي هذه اللحظات على ضعفي الإنساني
لك ِ المجد والخلود،
حتما " شيرين " ان شاء الله ستكون في المراتب العليا في الدنيا والآخرة
ودهاقنة الدين والسياسة في أسفل السافلين
رحمة الله الواسعة عليكِ أيتها الجميلة، وستبقى روحك الطاهرة ترفف في سماء المجد والعلياء !!