وهو منبطح على ظهره يمسك موبايله ويكتب على الفيس عن ضرورات الوقوف في وجه الأعداء..! وهي تلهط كلّ أنواع الزفر والكوسا محشي تمسك موبايلها وتكتب: كيف تشبع وهناك جائع أيها السافل..؟! يركضون خلف الشاشات ويرسمون الوطنية بكل حدّتها وتطرفها.. يلهبون المشاعر.. ويعلِّمون عليك مع كل نقرة موبايل ومع كل فتحة فيس ومع كل حالة وطنيّة.. يدمِّرونك بألسنة فيسهم لأنك لم تكن على مستوى الحدث وهم قابعون خلف الشاشة..!
أبطال الفيس بوك ومناضلوه لا يملكون إلّا "تي تي تا تا تو طااااااخ" ومع ذلك يرهقونك وهم يشبِّرون عليك في الطالعة والنازلة في كيف تناضل وكيف تحرر أوطانا وكيف تحارب فسادا وكيف تصنع مجدا وكيف تحافظ على وجدان الأمة؟ ويقترحون عليك مليون اقتراح وحين تأخذ واحدًا من اقتراحاتهم تجدهم أوّل من يتخلّى عنك وأوّل من يطعنك وأوّل من يضع لك عصيّ الغياب في دواليب الحضور..!
مناضلو الفيس الذين يشبعونك لطمًا يرفضون أن تشاركهم لطمهم.. يرفضون أن تراهم وهم يناضلون.. عليك فقط أن تتعامل معهم كأشباح تستقبل ما يصدر منهم وعنهم دون أن تراهم بالعين المجرّدة..!
أبطال الوهم هم حالات كرتونية؛ من نفخة واحدة يسقطون.. من امتحان ظهور يتيم يقعون ويختفون.. يخافون من الريح.. يخافون من الأرصفة والشوارع.. تتراقص فرائصهم إن سمعوا صوت حنفيّة ماء.. إنهم لا يملكون إلا الثرثرة وبطولاتهم خريطة طريق إلى العدم..!
مناضلو الفيس عدوّهم الواقع ولا يستطيعون العيش إلّا بافتراض العيش فقط.. اتركوهم وراء ظهوركم فهم غبار معركة سرعان ما يتلاشون..!