من المواضيع التي تثار عند الحديث عن الدور الإعلامي التنموي موضوع المرأة في وسائل الاعلام المختلفة وما من شك بتناول العديد من الكتابات والتقارير والدراسات صورة المرأة في الإعلام على اختلاف وتعدد وسائله ولكنها قليلة تلك الدراسات التي تبحث في واقع البرامج الاذاعية المخصصة عن دور المرأة في المجتمع.
تاريخياً يعود اهتمام المجتمع الدولي الى تعزيز مكانة المرأة في الاعلام وتغيير الصورة النمطية الى اتفاقية بكين الصادرة عام 1995 والتي تناولت في محتوها 12 مادة تعزز من أهمية الدور الإعلامي في تناوله لقضايا المرأة على اختلافها.
محلياً فقد استطاعت المحطات الاذاعية بما تحتويه من برامج متنوعة وهادفة أن توفر فضاءاً هاماً لتعزيز قدرات النساء وتعمل على بث رسائل إعلامية لكل النساء بضرورة تعزيز الثقة بقدرتهنّ على الإنجاز والتغيير، من خلال فتح قنوات الاتصال أمام العديد من الجماهير الاعلامية على أن يتم تقديم الفرص من أجل الاستفادة من الآراء والملاحظات التي تقدمها جمهور النساء وذلك حيال مجموعة من الانجازات التي حققتها المرأة في المجتمع المحلي في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والربوية على ان تكون ذات فعالية وذات اهتمام لدى الرأي العام
وكما قال الشاعر العباسي بشار بن برد « الاذن تعشق قبل العين أحياناً « هذه المقولة برهنت على أهمية الإذاعة بالنسبة لوسائل الاتصال الأخرى وعكس كل ما كان متوقعاً حافظت هذه الأهمية على مستواها رغم كل وسائل الاتصال الرقمية الحديثة التي عرفها العالم مؤخراً فقد تمكنت البرامج الاذاعية من أن تواكب المستجدات في الساحة الإعلامية في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع وكان منها البرامج الاذاعية الحوارية الاجتماعية الهادفة التي كان لها من الأثر في تحسين أسلوب التفاعل الإعلامي المجتمعي بين المرأة ومحيطها الاجتماعي والتي لاقت قبولاً واسعا لدى الرأي العام بأهمية تعزيز الوعي النسوي او الوعي الانثوي في اعلام نسوي هادف من النساء والى النساء من خلال تسليط الضوء على الإنجازات والبصمة التي قدمتها المرأة داخل المجتمع فأحدى تلك البرامج برنامج « نشميات « الذي يبث عبر اثير إذاعة القوات المسلحة – الجيش العربي وبرنامج» تاء التأنيث» الذي يبث عبر اثير الإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية برنامج «ستات وبس» والذي يبث عبر أثير راديو عمان اف أم ، تلك البرامج الهامة هي انموذج لبرامج حوارية نسائية على شكل مجموعة دعم من النساء وللنساء، تقدّم تلك البرامج الاذاعية من خلال مذيعات مبدعات استطعن ان يتركن بصمة في المجال الإعلامي الإذاعي الذي يخاطب النساء ويتناول مواضيع مختلفة سياسية واجتماعية ونفسية وطبية من زاوية التجربة الشخصية للمرأة وتشارك الضيفة تجربتها مع المستمعات شارحة الصعوبات التي واجهتها وماذا فعلت لتجاوزها وكيف اختلفت حياتها الى شكل اكثر إيجابية لا مكان لليأس فيه . هدفت تلك البرامج الى الهام النساء بعضهن البعض وتقديم تجارب إيجابية تعزز ثقة النساء بأنفسهن وبقدرتهن على التغلب على الصعوبات وتحقيق الطموحات والقاء الضوء على الخبرات التي يمكن ان يستفدن منها في عملهن وحياتهن اليومية.
أستطعن مذيعات تلك البرامج بما يمتلكن من مهارات حوارية و خطابية إعلامية وتفنن في الاعداد والتقديم بطريقة يغلب عليها ابداء الرأي الخاص التطرق الى موضوعات وأفكار ابتكارية يدعمها ضيوف البرامج بمعلومات ثريّة تحقق الهدف الرئيسي من تلك البرامج و أن يقمن بتوجيه الخطاب الإعلامي الإذاعي للمرأة والرفع من مستواها الفكري والثقافي والعلمي وتوجيه الرسائل الإيجابية للمرأة لأجل تخطي صعوبات الحياة .