رغم الدوامة التي تعيشها أغلب الأمهات في أعمال المنزل التي لا تنتهي، من تنظيف إلى تجهيز طعام إلى تربية أطفال وغير ذلك من مهام، لكن تبقى مشكلة أخرى تواجهها بعضهن، وهي حال اكتشافهن ميل أحد الأطفال إلى تناول الطعام بشكل زائد طوال اليوم.
وما يثير قلقهن بهذا الخصوص هو أنهن يلاحظهن أن الطفل دائم الشعور بالجوع، مهما تناول من أكل؛ ما يربك حساباتهن، ويثير لديهن الهواجس بشأن وزن الطفل وصحته.
ولهذا ما ينصح به الأطباء في تلك الجزئية هو أنك حال ملاحظتك حدوث تغيير كبير في شهية طفلك (سواء صعودا أو هبوطا)، فبالتالي يجدر بك مراجعة الأمر مع طبيب الأطفال لتتأكدي أن كل شيء على ما يرام وأن المسألة لا تعدو كونها شعورا طبيعيا بالجوع.
وحال التأكد أن كل شيء يسير بشكل جيد، فلك أن تعلمي أن هناك بعض العوامل الشائعة التي يحتمل أن تكون السبب وراء تلك المشكلة التي يعانيها طفلك مع مسألة الجوع:
الوجبات غير مُشبِعَة
مشكلة كثير من الأطفال هي أنهم يركزون على الأطعمة عديمة القيمة أو الجدوى مثل المقرمشات، الوجبات الخفيفة المصنعة من الفاكهة الصمغية وألواح الجرانولا السكرية، وهي أطعمة توفر سعرات حرارية، لكنها غير مشبعة على الإطلاق. وما يجب عليك فعله هنا هو أن تتأكدي من أن الوجبات التي تقدمينها لطفلك غنية بأكلات مثل الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، البروتينات، الفواكه والخضراوات التي تكون غنية بالمغذيات.
طفرة في النمو
الحقيقة أن شهية الطفل تتقلب من عام لآخر وكذلك من يوم لآخر، وحين تكون هناك طفرة في نمو الطفل، تحدث زيادة مفاجئة في شهيته، ويكون ذلك أمرا طبيعيا وقتها، وما يمكنك فعله في تلك الحالة هو أن تتعاملي مع تلك الزيادة الحاصلة في شهية طفلك بإطعامه أكلات مغذية ومشبعة مثل زبدة الجوز، الجبن، الادامامي، الأفوكادو والحبوب الكاملة.
الشعور بالملل
قد يكون السبب وراء زيادة شهية الطفل وإقباله على الطعام بشكل كبير هو شعوره بالملل، القلق أو العصبية، والحقيقة أن هذا النمط الذي يعرف بـ ”الأكل العاطفي" لا يكون مقتصرا على البالغين، بل يمكن أن يمر به الأطفال الصغار أيضا. وما يمكنك فعله هنا هو أن تبدئي في التحدث مع طفلك بشأن الجوع، الشبع وأهمية الإنصات إلى المعدة.
الشعور بالعطش
قد يكون السبب وراء شعور الطفل بالجوع هو شعوره في الأساس بالعطش، وهذا سبب من الأسباب الشائعة وراء ميل الطفل لتناول الطعام باستمرار، لأن الأمر يختلط عليه، لاسيما في الطقس الحار. وما يمكنك فعله هنا هو أن تخصصي كوبا أو زجاجة من المياه لطفلك بحيث تكون متاحة له ويسهل إعادة ملئها أمامه على مدار اليوم ليشرب وقتما يشاء، مع ضرورة أن توضحي له أن شعور العطش قد يبدو كما شعور الجوع أحيانا.