مما لا شكَّ فيه ، أننا جميعًا سمعنا في هذا المثل ، ولكن هل نؤمن به ونتعاطى معه كما يجب أن ينبغي؟
يقول المثل الشعبي " التجارة ربح وخسارة " ، أي أن التاجر قد يربح وقد يخسر ، والذي يحدد ذلك حجم السوق المحلي من الواردات والمستهلكات ، أي العرض والطلب ، إضافةً إلى تحديده لبعض السلع ليس جميعها ، وبمعنى آخر أي قد يخسر التاجر في سلعة ما ، ولكن في المقابل قد يربح في غيرها الكثير ، ومع ذلك كله نتمنى الربح للجميع دون استثناء.
مع الأسف ، أن غالبية التجار لا تؤمن بذلك المثل ، فهم يعرفون منه الجزء الأول فقط ، أي يعترفون بالربح ولا يعترفون بالخسارة ، حتى وإن كلفهم الأمر أن يلغوا التعامل بالسلعة التي يحتاجها المستهلك ، ولكنها لا تدر ربحًا لهم ، المهم هو الربح في النهاية.
وعند حديثي مع بعض التجار والسؤال عن أحوالهم التجارية التي واكبوها أثناء وبعد جائحة كورونا تبين لي ما يلي :
* لا يوجد تاجر تعرض للخسارة الحقيقية ، وأقصد بالخسارة : أي أنه اشترى سلعة ، وبعدها وبسبب الجائحة ، باعها برأس مالها أو بأقل ، ولكن ما حصل مع أغلبهم ، أن نسبة هامش الربح قد انخفضت لديهم ، بشكل أوضح أي إذا كان ربحه في سلعة ما مثلًا نصف دينار قبل الجائحة ، فأنها تربح الآن 30 قرش فقط وهذا لا يتماشى وسياسته التجارية .
ما أود الإفصاح عنه هنا ، أن غالبية التجار ينظرون إلى مصالحهم التجارية فحسب ، دون النظر إلى حاجة المستهلك لبعض السلع ، إضافة لرفع أسعار السلع تدريجيًا بحجة ارتفاعها من قبل الموردين لهم ، وإذا أردت أن تثبت له أن السلعة لم ترتفع من قبل المورد الرئيس ، تجده يخرج لك بأعذار باهتة ، كارتفاع المحروقات والكهرباء مثلًا ، ما تسبب في زيادة المصروفات لديهم ، وبالنهاية نلاحظ أن ذلك التاجر حريص كل الحرص على عدم انخفاض هامش الربح لديه ولو بالقليل .
ومن هنا ، وبناء على ما تقدم ، فإني أوجه عناية السادة المواطنين لمجموعة من الإرشادات ، للتعامل مع هذه الفئة من التجار.
#أولًا : ابحث عن التاجر الصادق والأمين قبل أن تبحث عن سلعتك ، فإذا وجدته سهل عليك الكثير .