نيروز الإخبارية : قال لي أحدهم: لماذا تكتب عن الفوسفات كثيراً وهي ليست الشركة الوحيدة الرابحة؟.
كان جوابي بسيطا وقلت: حينما وقعت الفوسفات كالبقرة وكثرت عليها السكاكين قبل عدة سنوات، وجاء الذين هجموا من كل فج عميق ليشهدوا جريمة تراجعها وانهيارها، لم يكن احد يقول لهم توقفوا.. قد يكون فيها حياة فلا تغتالوها .. لأنه سبحانه يخرج الحيّ من الميت ان كنتم تعلمون.. يومها هجم نواب واعيان واقتصاديون وسياسيون وصحافيون وحتى مواطنين اكثرهم اخذته العزة بالأثم ، وبدا كما لو انه حريص.. وكنا في كل صباح نطالع عن الفوسفات خبرا مفجعا وصلوا فيه حد القول بتصفيتها وكشفوا عن مديونيات باهظة وشككوا بكل شيء..
كان ينقص الفوسفات طبيبا معالجا وفريق حريص ومجموعة مؤمنة مستعدة ان تعمل بتضحية وارادة فولاذية، وان تتتحمل اصناف النقد والهجوم وكل من سلق العاملين بألسنة غلاظ.. وفجأه كُتب لهذا الفريق ان يصل وان يصبر، وان ينصت لحوالي عام كامل مليء بالعمل، وان يعمل باتجاهين جلب المنافع ودرء المفاسد والاضرار ، وكانت النتيجة ان الفوسفات حيّة وانها لم تدفن، ومع بدء العمل الجاد اعطت اشارات على ذلك، وبدأت التمرين العملي ولاحظنا الفرق.. فلما كان الحضور وما اسميناه حين كتبنا "عودة الروح”..
تحدث المنقذون الذين لا شك ساعدتهم ارادتهم والظروف الذاتية والموضوعية على بعث الشركة من جديد، فاستوت على سوقها وبشرت واعطت، وكانت النتائج مذهلة وقد كتبت على ذلك في حينه..
اليوم والفوسفات تطالعنا من جديد بنتائج نصف سنوية هامة وتعكس العافية والتألق.. فهل يُعيرنا المنتقدون صمتهم لنبشر اولئك الذين انتظروا مثل هذه الثمار.. فالفوسفات لكل الأردنيين، وغالبا ما يكون في كل بيت اردني من استفاد من نتائج هذه الشركة بشكل مباشر او غير مباشر..
في الخبر لذي نشرته الشركة على موقععا والذي بين ان قيمة الربح الاجمالي للشركة قبل الضريبة خلال النصف الاول من العام الحالي 2022 هو 549 مليون دينار وزيادة، وهو رقم خيالي..
اما صافي الربح بعد الضريبة خلال النصف الاول من العام 2022 فهو 371.820 مليون دينار، وهو يعكس التحسن بنسبة 313% .
ولأن النجاح يقود الى النجاح حيث تتزاحم الارقام وتلوح بخروجها في السجلات، فقد جاء ايضا فيما نشرته الفوسفات على موقعها المقروء ان المبيعات الصافية وصلت في نفس الفترة الى 885.410 مليون دينار، ولم يكن هذا الرقم ليلمع على هذا الشكل لولا انخفاض كلف التعدين، وهي المسالة التي التفت اليها البروفيسور محمد ذنيبات منذ اليوم الاول لجلوسه على مقعد رئيس مجلس الإدارة، وقد كتبت عن ذلك يومها تحت اسم "الاقتصاد في النفقة نصف العيش” وقد كانت ضربة معلم حين استطاع الذنيبات ان يخفض الكلفة بنحو 40 % مقارنة مع العقود التي كانت سارية قبل قدومه والتي لم يجر الالتفات اليها وكأنها مسلمات..
لم تكن الارقام المضيئة في الفوسفات لتكون هكذا لولا زيادة انتاج ومبيعات الشركة بنحو مليون طن للنصف الاول من العام 2022، وهذه الزيادة احتاجت الى جهد مذهل والى تخطيط وتسويق وسعي وإرادة ونوايا طيبة ، وكف يد اولئك الذين ظلوا يخزقون القربة او لا يهتمون بالنتائج طالما توفر لهم المكان..
النتائج التي اشار اليها موقع الفوسفات الذي نستقي منه المعلومات هي نتائج غير مسبوقة في كل القوائم المالية للشركة، وهي تعكس النجاح والكفاءة والتخطيط والابتعاد عن الارتجال والعشوائية والاتكالية وتوظف بأمانة جهود العاملين وتضع في الحسبان المصلحة الوطنية ومخافة الحساب الالهي والوطني..
اترك المهتمين بكل هذا واحيلهم الى موقع الشركة لمزيد من التفاصيل في القراءة والمقارنة، واكتفي انني ازف البشرى وأقول: لقد كنست إدارة الفوسفات الجديدة كل الاشاعات القديمة المتعفنة عن موت الشركة.. وها هي الشركة تستطيع ليس كاسم أردني وانما عالمي حين تدخل معركة دعم الغذاء العالمي في اقسى المعارك التي يواجهها العالم الان، وهي معركة الغذاء..
وان كنتم تريدون ان تعرفوا ما الذي جرى في الهند واندونيسيا وفينا ومواقع اخرى وابرمت فيها العقود نعلمكم ان تعرفوا ماذا جرى في الادارة في عمان..