ان الاصرار على النجاح والتميز وتحدي كل الصعوبات والمعيقات للوصول للهدف ليس بالامر السهل الذي يتم تحقيقه في ليلة ويوم , بل يحتاج الى وقت طويل من العمل الجاد والمثابرة والاجتهاد والصبر حتى يصل الانسان الى ما يصبو اليه بكل فخر واعتزاز ويشعر بقيمة النجاح والتميز .
الطالب مؤيد احمد بدارنة , قصة نجاح من منطقة فوعرا التابعة لبلدية اربد الكبرى , فهو الاول في امتحان الثانوية العامة على منطقة غرب اربد وتضم مناطق حور وتقبل واسعرة وفوعرا وام الجدائل وتم تكريمه في حفل خاص مع ثلة من زملائه المبدعين والمتميزين , حيث حقق الطالب مؤيد احمد بدارنة نتيجة مشرفة بحصوله على معدل 93,95 في امتحان الثانوية العامة الفرع العلمي للعام 2022 .
الطالب مؤيد بدارنة بين انه خلال العام الدراسي واجهته الكثير من التحديات والصعوبات التي كانت تشكل عائقا كبيرا امامه , واهمها جائحة كورونا التي كانت سبب رئيسي في عدم حصوله على القدر الكافي من العلم والمعرفة خلال الاعوام الماضية مما جعله يحتاج الى فترة زمنية طويلة لكسب مزيد من الدراسة وتعويض الخلل في المرحلة السابقة , وعمل البدارنة بكل جد واجتهاد على تعويض الفاقد من المناهج من خلال العودة الى المراجع المختلفة والتواصل مع الهيئات التدريسية بشكل كبير .
الطالب مؤيد بدارنه لم يلجأ الى المراكز الثقافية او الحصص المنزلية الخاصة كما هو حال الكثير من طلبتنا اليوم , بل كان الاعتماد بشكل كبير على المعلمين في مدرسته واحيانا من خلال الحصص التي تبث من خلال الاكاديميات على الشبكة العنكبوتية الانترنت لكسب مزيد من المعلومات والمعرفة والتخفيف من الاعباء المالية على اسرته التي مرت بظروف مالية صعبة جدا خلال فترة الاختبارات تحديدا , بسبب حادث تعرض له والده الزمه المنزل لتلقي العلاج .
الطالب مؤيد ورغم الظرف القاسي الذي الم بوالده اصر على مواصلة الجد والاجتهاد وسهر الليالي لتحقيق ما تمناه والده بان يكون من المتفوقين والمتميزين واوائل الثانوية العامة , حيث عمل مؤيد على وضع برنامج زمني مكثف للدراسة , وكان الحل الوحيد لتجاوز هذا التحدي وقام بوضع خطة دراسية محكمة وشاملة لمختلف المواد الدراسية , حيث تم تنفيذ الخطة كما وضعت بشكل دقيق من خلال مراجعة للدروس بشكل منظم اسبوعي وشهري وخلال ساعات محددة من اليوم وخاصة فترة ما بعد صلاة الفجر يحصل فيها الطالب على كمية كبيرة من المعلومات لصفاء الذهن وراحة الجسد .
ومن التحديات التي واجهت الطالب مؤيد بدارنة الرغبة في الانخراط في الحياة العامة والمشاركة في الاحتفالات والرحلات الترفيهية والزيارات وغيرها من الامور التي كانت تشكل له عاملا اساسيا للترويح عن النفس وقتل الروتين , الا ان اصراره على النجاح والتفوق حال دون مشاركته, والتزامه التام بالخطة الدراسية كما خطط لها .
الطالب مؤيد لم يتفاجأ عند ظهور النتائج فكانت القراءات دقيقة لورقة الاجابة لمختلف المواد , حيث قدرت العلامة بشكل تقريبي وكما هو متوقع , وهو سعيد بحصوله على هذه النتيجة المشرفة بدون مراكز ثقافية او دروس خصوصية , ولم يكبد اسرته مبالغ مالية ترتبت على دراسته , وهذا دليل واضح على ان الانسان الذي يجتهد ويصر على النجاح والتفوق يستطيع بكل قوة وعزيمة الوصول للهدف المرجو بكل فخر واعتزاز .
ولمثل هؤلاء من ابنائنا الطلبة لهم ترفع القبعات , وتنحي الهمات احتراما وتقديرا لما قدموه وما تميزوا به , وهم حقيقة قصة نجاح في زمن اعتمد الطالب فيه على المراكز الثقافية والحصص الخصوصية لخوض امتحانات الثانوية العامة , نرجو من الله له التوفيق والنجاح في قادم الايام , والف مبارك ان شاء الله .