لم أكن من الحاضرين ولكن ما نقله لي صديقي العزيز السيد عصام كركر عن الفرح الغامر الذي أحدثه الإستقبال الإحتفالي لطلبة التوجيهي في نفوس الأهل وإنهمار دموع الفرح من أعينهم وهم يشاهدون فلذة أكبادهم يدخلون بفرح إلى السنة الدراسية الأخيرة في مدرستهم قبيل إنتقالهم للدراسة الجامعية وفي كل التخصصات في الأردن أوخارجه، كلُّ ذلك دفعني لكتابة هذا المقال.
فإذا أحدث هذا الإستقبال الإحتفالي كل هذا التأثير في نفوس الأهل، فكم بالأحرى تأثيره في نفوس طلبة التوجيهي الذين يحتاجون إلى من يشحذ هممهم ويرفع معنوياتهم ويحفزّهم لبذل جهد مضاعف في هذا العام الذي يعتبرُ حصادَ كلِّ السنين السابقة ليتأهلوا للإلتحاق بالتخصصات التي تناسهم وتتناسب مع قدراتهم ومواهبم وتطلعاتهم وتخدم المجتمع وتسهم في بناء خدمة الوطن وخدمة الإنسان.
من هذا المنطلق وجدت أن ألقى الضوء على أهمية هذا الإستقبال المميز بوجود فرقة الزفّة مما سيترك الأثر الكبير في أن يضع كلُّ طالبٍ نصب عينيه لحظة التخرّج التي ينتظر تحقيقها وإدخال البهجة إلى قلوبهم وقلوب والديهم الذين لم يبخلوا عليهم بشيء مقدمين لهم أفضل تعليم كسلاح في عالم متغير وكثير التطور والتحديث، إيماناً منهم بأن هذا العلم هو أعظم ميراث يقدمه الأهل لأولادهم، وهو الميراث الذي يحتاجونه في مسيرة حياتهم المستقبلية ويحقق لهم طموحهم ويزرع الفرح والرضى في قلوبهم، ويسهم في تقديم خدمة نوعية في بناء الوطن الأغر وتطوره وإزدهاره.
شكراً للمدرسة الوطنية الأرثوذكسية على هذا الإستقبال ولكل القائمين عليه من هيئة تدريسيه وإدارية وموظفين ونخص بالذكر مديرة المدرسة الفاضلة الأستاذة مي القسوس ورئيس هيئتها الإدارية الدكتور إحسان حمارنة، ونتمنى أن تحذو حذوها كل المدارس والمؤسسات التعليمية. فالتربية يجب أن تسبق التعليم، فمدراسنا قبل كل شي عليها أن تنمي في نفوس أبنائنا التربية الصالحة والقيم الأخلاقية الحميدة قبل أن تغرس في نفوس طلابها حب العلم والسعي لأجله. هذا ما يجعل أبناءنا جيلاً صالحا ومجّدا في حياتهم الدراسية ومحبين لمدرستهم كبيتهم الثاني، ورغم تعب الدراسة والجهد المبذول إلا أن للعلم والتعلّم يبقى المكانة الأولى في القلوب والنفوس، فينمو مع الأيام حبُّ الكتاب لا تمزيق الكتب عند الإنتهاء من مرحلة واللحاق بأخرى، وأن يكون التعلّم مسيرة حياة والبحث عن كل جديد.