تعليقاً: على إنسحاب وزير الخارجية المصري "سامح شكري" من الإجتماع العربي في القاهرة،
أنه من المقرر بحث التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، بحسب جدول الإجتماع، وإنسحاب "شكري" كان صائباً، وتصريحات"نجلاء المنقوش" وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية، تؤكد؛ أنه توجد أيادي خفية تعرقل كافة المساعي المصرية، والعربية التي تهمها مصلحة الدولة الليبية في المقام الأول، لحل الآزمة الراهنة، لتبقيها في أزمة سياسية لانهاية لها.
وقال"نبيل أبوالياسين"رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان ، والباحث في الشأن العربي ، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» لوكالة نبروز الإخبارية، إن إنسحاب "شكري"جاء بسبب مناقشات مسبقة، وتبين فيها إصرار الجانب الليبي على الترحيب بالتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، الذي يزيد من الأزمة، ويساهم في مزيداً من التصعيد في الداخل الليبي، فضلاً؛ عن التوترات التي تلحق بالقلق البالغ في المنطقة العربية بأكملها.
وأضاف: أن ماجاء في تصريحات وزيرة خارجية ليبيا"نجلاء المنقوش"بأنه ليس بالضرورة أن نتوافق مع الخارجية المصرية، لأنه مخالف لميثاق جامعة الدول العربية، وقرارات مجلس الأمن، ومعروف أن حضوري اليوم مدعوم دولياً بمواثيق دولية، يؤكد؛ أنه توجد أطراف خارجية تعرقل أي مساعي مصرية، وعربية لحل الآزمة الليبية، وتريد بقاء ليبيا في مراحل إنتقالية لا نهاية لها.
مضيفاً: أن إستمرار التنافس على السلطة في ليبيا بين حكومتان إحداهما منتهية ولايتها في طرابلس برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وأخرى مكلفة من البرلمان بقيادة فتحي باشاغا المدعوم من الجنرال خليفة حفتر، وعدم الإنصياع إلى الدعوات المصرية، وغيرها من الدول العربية إلى الإعتراف بالحكومة التي صادق عليها البرلمان الليبي وإعتباراً أن شرعية حكومة الدبيبة منتهية، آتاح إلى التدخلات الخارجية، وأذرعتها الداخلية، تأجيج الوضع الداخلي بين طرفي النزاع، لتزيد من التصعيدات، وتبقى ليبيا غارقة في أزمات تلوها آخرىّ، والخاسر الوحيد من كل هذا الشعب الليبي.
حيثُ: تداول رواد، ونشطاء على منصات التواصل الإجتماعي منذُ قليل مقطع فيديو للحظة إنسحاب وزير الخارجية المصري، سامح شكري من الجلسة الإفتتاحية لأعمال الدورة "158" لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بالقاهرة، مع تسليم رئاسة الدورة لوزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية "نجلاء المنقوش".
وقالت "نجلاء المنقوش" في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط"، إننا نحترم موقف وزير الخارجية "سامح شكري"، ولكن ليس بالضرورة أن نتوافق معه، لأنه مخالف لميثاق جامعة الدول العربية، وقرارات مجلس الأمن، ومعروف أن حضوري اليوم مدعوم دوليا بمواثيق دولية.
وأشار"أبوالياسين" إلى أنه كان من المقرر أن تشهد ليبيا إنتخابات رئاسية، وتشريعية في ديسمبر 2021 تتويجاً لعملية سلام رعتها الآمم المتحدة بعد أعمال العنف التي جرت في عام 2020، ولكن نرىّ حتى اليوم إستمرار التصعيد والعنف بات في تأهب قد يحصل في أي لحظة، ويبدو أن لا إتفاق سياسياً متيناً يلوح في الأفق لإجراء الإنتخابات، وإنهاء المرحلة الإنتقالية بعد 11 عاماً على سقوط النظام السابق "لـ" معمر القذافي، الأمر الذي يزيد من مخاوف إحتمالية إندلاع نزاعات في أي لحظة.
وأكد"أبوالياسين" في تصريحة الصحفي لنيروز ، أن هناك أطراف مستفيدة من الوضعي المزري الليبي الحالي، وتريد بقاء ليبيا في مراحل إنتقالية، ونزاعات سياسية لا نهاية، وبات الوضع حرجاً وفي غاية الخطورة، ليس على دولة ليبيا فقط بل على دول الجوار والمنطقة العربية برمتها، و«المواطن الليبي الخاسر الوحيد في هذا المعركة»،
وأن البعض في الداخل الليبي، وغيرهم من الدخلاء الأجانب دأبوا على تبني مفهوم العرقلة، ويسعىّ كلاهما، إلى محاولة تكبيل الأيادي الليبية الوطنية، التي يهمها مصلحة الوطن "ليبيا"، والعربية الساعية لحل الأزمة الراهنة في البلاد.
مؤكدا: أن السلوكيات المتبعه الأن على أرض الواقع دليل على أنهما لا يملكون أي مصداقية لإجراء إنتخابات نزيهة وشفافة، والشعب الليبي هو الوحيد المتضرر، ويعاني منذُ 11عاماً من هذا النزاع السياسي الذي لايُرىّ له نهاية، ولا بوادر خير، فضلا؛ عن الجمود الذي يسيطر على الساحة السياسية الليبية في الأشهر الآخيرة بات مصدر قلق للشارع الليبي، وللمراقبين الدوليين، مع تواصل الإنسداد المستمر في مسار التفاهمات بين أطراف النزاع السياسي، والعسكري أيضاً، وتأخر حسم ملفات مفصلية في خريطة الطريق المؤدية إلى الإنتخابات.