بني حسن قبيلة الكبار، والعقل والرزانة وإغاثة الجار، شركاء الدم والمصير، قبيلة عانت في مطلع تأسيس الدولة وما هانت، وظُلمت في مراحل سابقة وما باعت، لهم حصة جزلة من شهداء الأردن وفلسطين، أهل محل لا يعتدون، وإذا اعتدى عليهم أحد أمضى بقية عمره نادماً ذاكراً ما ذاق، عرفتهم وقد اقتسموا معنا مساحات المفرق العذيّة وكان جوارهم فخر، وتعاون، واعتزاز؛ بل أسهموا بتجارتهم وتعليمهم الذي سبقنا في تأهيل جيل أسهم في تأهيل باديتنا الشمالية، قبيلة نجحت في احتلال مكانة مرموقة بين كل الأردنيين علماً واداءً ومواقع قدموا فيها للوطن الكثير.
قبيلة عزيزة ما عرفنا عنها إلا النبل وإكرام الجار، إن غضبوا اجتمعوا على قلب رجل واحد، وإن مُسَّ أحدهم بسوء قامت لأجله محافظات أربع ولهم في هذا الشأن سيرة ومسيرة لا تنسى، ولا تحتاج إلى إشارة أو تذكير، أمثلتهم في علّو الهمم كثيرة، وإذا أردت الحزم والعزم وشجاعة الرأي؛ فعبدالكريم الدّغمي مثالٌ حيّ، وإذا أردت الدبلوماسية والدهاء والمثابرة؛ فمفلح الرحيمي شاهد محترف، وإذا أردت الحكمة والصبر والنزاهة؛ فالشيخ ضيف الله القلاب، والراحل قاسم العيطان ترفع لهما القبعات من كل أبناء الوطن، واذا سالت عن الكرم واغاثة الملهوف فإن الشيخ عقلة أخو ارشيدة ومن تلاه فارس رهان، وإذا بحثت في الحلم ومساعدة الناس ستجد الشيوخ طلب المسلم -رحمه الله- ونواف الخوالدة، وعبدالله ابو دلبوح، ومحمد كريم الزيود، ورجالات الزواهرة، والخلايلة، والغويري، والشديفات، والزبون الكبار وآخرين كثر.
قبيلة تستحق الإشادة والاحترام والشيخ طلب المسلم أبو عليم -رحمه الله- كان لا ينام قبل أن يكفل كل الموقوفين في مديرية شرطة المفرق وهو صاحب المضافة الكبيرة العزيزة التي لم تغلق يوماً حتى يومنا هذا، يخدم الشخص فيها دون أن يسأل فيها عن اسمه أو أصله، تلك هي أخلاق رجالات بني حسن الذين جمعوا الفراسة والتجارة والعلم والبندقية. بني حسن الذين يتربعون في قلب الوطن هم أحد أعمدة الفضاء الأردني الأصيل التي لا تشرق لنا شمس بدونهم، ولا توقد قناديلنا وهم غاضبون.
الشيخ ابن قلاب أحد أعمدة الحكمة الوطنية ورمزاً من رموز نزاهتها ونبلها لا نقبل له الجرح وهو الكبير في عيوننا، ونرفع له العقال صبراً وجبراً وسعة صدر، وصبره ورفاقه على قسوة أهلنا في شفا بدران جميل نحمله له طيلة حياتنا، وكلنا أمل أن لا يتوقف مسعاه عن تضميد جراحنا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى لحمتنا الوطنية في هذا الظرف الدقيق، فلعلها سحابة صيف تنجلي بحقن الدم، ولعلها ساعة غضب يلجمها الكبار بالحكمة والأناة.
بني حسن المدرسة في العقل، والجامعة في الحلم هم ملح الأرض وعطرها الأنيق لكم منا ومن كل أردني شريف اعتذارنا الكبير.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقائدنا المفدى من كل سوء، اللهم آمين.