نيروز الإخبارية : الاستاذ الدكتور علي شاكر المحاسنة
بئر الحرير او(بير الحرير) كما يسميه اهل الطفيله هو نبع ماء يقع في وادي الحرير والذي يبعد حوالي عشرين كيلومترا الى الجنوب الشرقي من مدينة الطفيله. هذا النبع ليس ظاهرا فوق الارض وانما ينبع وتصرف مياهه في نفس المكان على عمق يقدر بثلاثة امتار. يحيط به تحت الارض ايضا بناء قديم يحتوي على درج يؤدي الى الماء. وخارج البئر تنتشر احواض حجريه(نجور) على دائره قطرها خمسة امتار تتوزع حولها المواشي انتظارا لجلب الماء لها من البئر. والمعروف لدى الناس ان كل اربعة او خمسة احواض معينه تخص عشيرة معينه.والبئر قديما كان يدعى هديهد وفيه قال الشاعر البدوي:
وردنا على بير يسمى هديهد…. جض الركايب من سقوعة ماه
أي ان الخيل نفرت من برودة ماء هذا البئر.وكما هو ملاحظ بالنسبة لماء الحرير خاصة وينابيع الطفيله بشكل عام فانها تكون دافئة شتاء وباردة صيفا لا لانها تغير درجة حرارتها حسب الفصول بل يعود الى احساس المستعمل لها. من جهة اخرى فان عذوبة هذه المياه مميزه(وهي تقارب المياه المفلتره) بل تفوقها بالعذوبه وتجعل مذاق الشاي المصنع بها مميزا ايضا.
قبل خمسينات القرن الماضي لم تكن الاله, التركتور, قد استعملت في الزراعه في منطقة الطفيله وغيرها من مناطق الاردن. وكان الفلاح يعتمد على المواشي في حراثة الارض ونقل المحصول واعمال البيدر ونقل الغله الى البلد. وكانت اراضي البلد مقسمه الى قسمين الاول الظهره العليا وتقع جنوب طريق الطفيله الكرك والظهره السفلى وتقع شمال تلك الطريق ,وكانت الظهره العليا تزرع في عام والسفلى في عام آخر بما يشبه الدوره الزراعيه. وفي الحاله الاولى كنت البيادر تنتشر حول بئر الحريرحيث يدرس القش ويذرى ليفصل الحب عن التبن ثم ينقل المحصول الى البلد. وفي هذه الفتره التي تستغرق اكثر من ثلاثة اشهر تصبح منطقة الحرير مقتضه بالناس والمواشي ولا يبقى في البلد الا العجائز وطلاب المدارس. وفي هذه الفترة ايضا كنت ترى كثير من بدو المنطقه ياتوا لسقي اغنامهم او لتعدادها والعمليه الاخيره يقوم بها الجابي حيث يَعِد الاغنام ويستوفي ضريبه مقدارها قرشا ونصف القرش عن كل رأس.