في شمال غرب محافظة الكرك وعلى بعد حوالي 9كم من مركز المدينة، تقع قرية بذان القديمة التي يشكل نمط مساكنها ومدرستها وإطلالتها على هضاب الكرك والأغوار الجنوبية معلما حضاريا وسياحيا وتراثيا على الخريطة السياحية الأردنية والعالمية لنظامها العمراني الرائع وجمالية منظرها.
وأكد مواطنون كانوا يقطنون في القرية القديمة في حديث مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن القرية تشكل منجما سياحيا وتراثيا في المحافظة سيما أنها تقع في وسط المحافظة وتطل على جبالها وأغوارها ومنها يستمتع الزائر برؤية أضواء القدس والخليل وبساتين العنب والزيتون في وادي الكرك.
وتتميز القرية بطبيعة جغرافية محاطة بسلاسل جبلية من مختلف الجهات وقنوات للمياه مصممة بطريقة يتم من خلالها توصيل المياه إلى جميع بساتين القرية بطريقة منظمة.
ودعا هؤلاء المواطنون الجهات ذات العلاقة إلى الاهتمام بمثل هذه المواقع السياحية المهمة وإعادة تأهيلها لتكون واجهة سياحية على الخريطة السياحية الأردنية والعالمية، وتحقيق الهدف من تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة وتمكين أبناء المجتمع المحلي وتوفير فرص عمل وتحقيق النفع العام.
وأشار مدير المتحف التراثي في بلدية الكرك الكبرى والمالك لأحد البيوت القديمة في القرية الدكتور راكز العرود أن القرية تحتوي على بيوت قديمة يتجاوز عمرها حوالي 500 عام، لافتا إلى أن القرية خرجت رجالا يعملون الآن في مختلف مجالات الحياة والثقافة فمنهم الطبيب والمهندس والمعلم والمزارع والبناء والحداد والراعي.
وأضاف، إن أول ما يلفت نظر الزائر وهو متوجه إلى بذان من خلال طريق منحدرة، البيوت القدبمة التي تظهر وكأنها سقف واحد متلاصقة بعضها ببعض وبطريقة معمارية فنية تبهر الناظر تدل على الترابط والتماسك والألفة الذي كان يسود بين سكانها.
وأشار عودة الرهايفة أحد سكان المنطقة، إلى أحد معالم القرية وهي شجرة عمرها أكثر من 500 عام تعرف باسم سدرة بذان والتي كانت مزاراً لجميع سكان القرية يسامرون تحتها بعد يوم مليء بالتعب والمشقة، وكانوا يقيمون في ظلالها الولائم ومختلف نشاطات القرية.
وأكد مدير سياحة الكرك ساطع المساعدة أن قرية بذان القديمة تعتبر من المواقع المهمة والمميزة في محافظة الكرك وتتمتع بمقومات سياحية تجمع بين الطابع التراثي والطبيعي، مشيرا إلى أن نمط القرية العمراني يشكل معلما سياحيا وتراثيا يمكن إدراجه على خريطة السياحة في المحافظة لتكون نقطة جذب للسياح والزوار وأبناء المجتمع المحلي.
وأشار إلى أن الموقع بحاجة إلى إعادة تأهيل للمباني التراثية وتوظيفها للأنشطة السياحية، مؤكدا ضرورة اشراك الجهات الخاصة وأبناء المجتمع المحلي في دعم مثل هذه المواقع السياحية وإدراجها في مسار سياحي وبما يسهم في خلق فرص عمل.