البطّ ليس شبيه الوز وليس الطير الداجن أبو بيض كبير.. البطّ في الأردن على الأقل هو شبيه الطعن؛ يعلو ويهبط.. كيف يعلو؟ عندما تقوم الممثلة الأجنبية اللي مش عارف اسمها وتمسك سكّين المطبخ وتهدد بدموع حارقة زوجها أو حبيبها بطعن حالها إذا لم يجلب لها تذكرة سفر إلى الأردن.. فإن البط هنا يعلو لأن السكين على الكرش..!
بينما عندما تقوم الممثلة الهندية بالذهاب إلى أشهر جرّاح أردني وتريه "دُمّلة" صغيرة على بطّة رجلها ويقوم الجرّاح ببطّ الدملة في البطة فإن البط هنا يهبط..!
كثيرة هي مشاهد البط في الدراما العربية.. وكنت أعتقد أن هناك مبالغات في البط وأن هناك قصة غير مبطوطة وراء ذلك.. ولكن؛ حين تحوّل موضوع الحريّة في العالم العربي إلى مطالبة بالبطّ فإن ذلك يدلل على أن بطّ الكلام هو مطلب جماهيري؛ والدليل أن كثيرًا من الأردنيين يطالبونك بأنك تبطها وتحكي.. وإذا مش مصدقين راجعوا حواراتكم مع من يحاول أن يخفي عنكم قصة ويحوم حولها؛ فإنكم تطالبونه بأن يبطها وإيش ما يصير يصير..!
مشكلة الدراما عند التهديد بالبط غالبًا ما يسيطرون على المشهد ويعالجونه دراميًا ويفشل البط.. أمّا نحن على أرض الواقع فكل يوم نمسك بسكاكين القهر والذلّ ونهدّد: هسّا أبطّ حالي.. ولا أحد يقول لك: البطّ حرام؛ خلط ما تبط حالك سنرفع عنك الذلة والمسكنة..!
أنا بطّيتها وحكيت؛ ألا من بطّيطٍ معي فإن البطّ مع الجماعة رحمة..!
*_(( ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))_*