نيروز الإخبارية : بقلم أكرم جروان
نيروز الاخبارية : في مقالات سابقة، قد تعرَّض كاتب هذه السطور لمواضيع ذات صلة، وطرحها للقاريء والمسؤول ، ومنها كان التَّنَمُّر ، سواء كان في المدرسة أو في أي مكان آخر، وحتى تنمُّر مواقع التواصل الإجتماعي .
وهذه إضاءة على ظاهرة قد أصبحت تعاني منها بعض جامعاتنا، وهي ظاهرة العنف بين الطلبة، وما دامت تحدث بين الفينة والأخرى، يتوجب علينا أن نقف عندها وِقٰفة صارمة، لمعالجتها من جذورها ، فلا يُعقل أن تتواجد مثل هذه الظاهرة في صرح علمي جامعي نُفاخر به الدنيا، صرح فيه صناعة القادة لجيل المستقبل، عماد الوطن وأمل الأمة!!!، فلا بُدَّ أن تتكاتف الجهود معاً، من كافَّة الجهات ، الرسمية وغير الرسمية ، الأسرة وإدارة الجامعة!!، للقضاء على مثل هذه الظاهرة!!.
لو تتبَّعنا مراحل هذه الظاهرة، وكيف تطوَّرت ونشأت لوجدنا التَّنَمُّر أساسها !!، فالطالب الجامعي، قد كان طالباً مدرسيَّاً !!، وإذا كان يتصف بالعنف والعدوانية وهو في مرحلة دراسته الجامعية!!، فحتماً كان يتصف بالعنف والعدوانية أثناء دراسته في مرحلة المدرسة !!، فهو كان مُتَنَمِّراً منذ الدراسة المدرسية، وأهم الأسباب في تَنَمُّرِه هي الأسرة، وإذا وجد التَّنَمُّر في المدرسة بأي شكل من أشكاله، فإنَّ ذلك سيُساعد على نمو هذا التَّنَمُّر والعنف لديه حتى في الجامعة !!!، ولن ينتهي بعد إنهاء دراسته الجامعية، ما دام قد إتصف به، بل سيُلازمه حتى في حياته العملية والأسرية فيما بعد !!!.
وسيُصبح ربَّ أسرة فيما بعد !!، وسيكون فيها مُمارساً للتَّنَمُّر ، وسيكون له أبناء مُتنمرين، ذكوراً وإناثاً !!!، وهذه الأسرة الصغيرة ستجتمع مع أسرة الأب ، وستكون أسرة ممتدة فيها التَّنَمُّر والعنف !!!.
فما بُنيَّ على خطأ، سيبقى خطأً، وبذلك تزداد ظاهرة العنف والتنمُّر وتُوَرَّث
جيل بعد جيل !!!.
من هنا، فقد أصبحت ظاهرة العنف في الجامعات، ظاهرة مجتمع بأسره، تحتاج تكاتف الجهود من الأسرة وحتى الوزير، سواء أكان وزيراً للتربية والتعليم، للتنمية الإجتماعية، للتعليم العالي ، للأوقاف، فهذه وزارات متكاملة لا بُدَّ من ترتيب مُشترك بينها وبين اللبِنة الأساسية في المجتمع ، وهي الأسرة، وبين رؤساء الجامعات، لوضع الحلول الناجعة لمعالجة هذه الظاهرة المُستأصلة . دون مُحاباة ولا تهاون ، لنستطيع القضاء على هذه الظاهرة بين أبنائنا في الجامعات.