يستعد مزارعو النخيل بمنطقة المدينة المنورة لاستقبال موسم جَنِي الرطب الذي عادةً ما يبدأ في منتصف يونيوَ بَدْءاً من قُرى المدينة، ويستمر للشهر الذي يليه، ثم يبدأ بعدها موسم التمور التي تحتاج إلى فترة أطول للنضوج، وستتزامن مع عودة المعتمرين بعد موسم الحج بمشيئة الله تعالى.
ويُصادف موسم جني الرطب لهذا العام، وجود الحجاج والزوَّار الذين يُسهمون في نشاط حركة البيع والشراء، حيث يحرص أكثر ضيوف الرحمن على شراء الرطب والتمور كهدايا لذويهم عند عودتهم، خُصُوصاً "الروثانة” و”عجوة المدينة” التي دائِماً ما تسجل الأكثر طَلَباً من بين الأصناف الأخرى.
من جانبه، أوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة المهندس أيمن بن السيد، أن إنتاج التمور في منطقة المدينة المنورة بلغ 220 ألف طنٍّ سَنَوِيّاً لِأَكْثَرَ من 100 نوع مختلف، إِسْهاماً في تحقيق الاكتفاء الذاتي لقطاع التمور في المملكة، مُشِيراً إِلى أن عام 2022م شهد تهيئة مواقع مخصصة للمزارعين؛ لتمكينهم من بيع التمور بشكل مباشر للمتسوقين دون وسطاء "دلالين”، إضافةً إلى تمكينهم بشكل أكبر عند استلام أسواق التمور المستقبلية لمنطقة المدينة المنورة.
وأفاد المهندس السيد أن فرع الوزارة بالمنطقة نفَّذ العديد من الدورات التدريبية المختصة في المجال الزراعي، بالإضافة إلى إيضاح دعم المزارعين بالإجراءات اللازمة ورفعها للجهات المختصة، لتسهيل عمليات الاستقدام للعمالة الدائمة والعمالة الموسمية، إلى جانب مشاركة وتمكين أكثر من 50 شابًّا في ممارسة البيع بالتجزئة في أسواق التمور خلال العام الماضي، وجاري العمل على وضع خطط لإشراك الشباب والفتيات في سلسلة إنتاج التمور ابتداء من المزرعة وانتهاء بالتسويق.
يُذكر أن المملكة تنتج وتصدر أكثر من 300 صنف من التمور بإنتاج سنوي يتجاوز 1.54 مليون طنٍّ سَنَوِيّاً، محققة المرتبة الأولى عالميًّا في صادرات التمور من حيث القيمة، فيما بلغ إجمالي مبيعات موسم تمور منطقة المدينة المنورة للعام الماضي 35.918.705 كيلوات، بقيمة تتجاوز الـ 548 مليون ريال.البلاد