بالقرب من متنزه الخور الشاسع في قطر، وعلى بعد 50 كيلومترا شمال العاصمة الدوحة، يقع "بيت الباندا"، وهو عبارة عن حديقة صممت خصيصا لتكون مرتعا طبيعيا لزوج من حيوان الباندا.
جُلب الباندا خصيصا من الصين مع بداية بطولة كأس العالم (مونديال) 2022، ما جعل المتنزه إحدى أبرز الوجهات السياحية الترفيهية التي تستقطب الزوار من داخل وخارج البلاد.
وفي إطار استقبال زوج الباندا، وتهيئة بيئة طبيعية لهما تحاكي تماما موطنهما الأصلي في جبال مينشان الصينية، شُيد بيت الباندا، ليكون بذلك الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط كلها، وضمن 20 دولة فقط تمتلك حيوان الباندا.
ما إن أُعلن عن استقبال قطر لزوج الباندا وبناء بيت له داخلها إلا وبدأ الإقبال عليه خاصة من الأطفال ومحبي الحيوان ذو الشكل واللون المميزين، خاصة أن مجيئه ترافق مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، وهو ما أتاح لكثير من السياح والزوار الاستمتاع برؤية الحيوان المعروف دون الذهاب إلى الصين لتحقيق هذا الغرض.
ونظرا لشهرته وحب الأطفال له تحديدا، صار الإقبال على رؤية الباندا كبيرا، يعادل أربعة أضعاف الإقبال على حيوانات متنزه الخور بشكل عام، إذ تُمكن قاعات العرض داخل البيت، الزوار من رؤية الحيوان من كافة الجوانب ومتابعة أنشطته اليومية وتنقله من مكان إلى آخر داخل حديقته.
ويعتبر البيت أحد أهم الوجهات التي يتوجه إليها الزوار منذ افتتاحه، خاصة أثناء الأعياد والعطلات لمختلف الجنسيات، ومن جميع دول العالم، ومن مختلف الفئات العمرية.
بمناسبة كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022، أهدت الصين لقطر زوجا من "الباندا العملاقة"، نقلتا من قاعدتهما التكاثرية في مقاطعة سيتشوان، جنوب غربي الصين، على متن طائرة خاصة، ووصل زوج الباندا إلى الدوحة في 19 أكتوبر/تشرين الثاني من نفس العام.
والباندا الذكر كان يحمل اسما صينيا (جينغ جينغ)، ويعني "الكريستال اللامع"، وولد في 19 سبتمبر/أيلول 2018، أما الباندا الأنثى فكانت تسمى (سي هاي) وتعني باللغة الصينية "أربعة بحار"، وولدت في 26 يوليو/تموز 2019.
واختارت قطر أن يحمل زوجا الباندا اسمين عربيين، فمثل النجوم التي تلمع في السماء ونظرا لمكانتهما الخاصة، أُطلق اسم "سهيل" على الباندا الذكر، كما سميت الباندا الأنثى باسم "ثريا"، وهما اسمان عربيان لنجوم سماوية.
بالإضافة إلى مشاهدة زوج الباندا، يحتوي البيت على قسم للهدايا، الذي يتيح لزواره فرصة شراء هدايا تذكارية مُتنوعة.
إلى جانب قاعة الجاليري، المخصصة لمشاهدة ما يعرض على شاشاتها من معلومات عن الباندا.
فضلا عن غرفة الرسم المعنية بالأطفال، والتي تتيح لهم ممارسة بعض الأنشطة والألعاب والمسابقات وأنشطة التلوين.
ويحظى المكان بشهرة وإقبال كبيرين لدرجة نفاد التذاكر المخصصة للزيارة اليومية، إذ تم تسهيل عمليات حجز الزيارة من خلال تطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة.
من المعروف أن حيوان الباندا يهوى الأجواء الباردة عند درجة حرارة 10 مئوية في الشتاء والصيف على حد سواء، ولذا تم تصميم البيت عبر توفير مناخ مناسب بالإضافة إلى كل احتياجاته من البرك المائية وطعامه المفضل، شجرة الخيزران التي يتناول منها الباندا الواحدة حوالي 14 كيلوغراما يوميا.
ويُعد بيت الباندا في قطر الأول من نوعه في بيئة صحراوية، ولذا عمل المسؤولون عن الأمر على تهيئة الأجواء له، من خلال بناء ملعب خاص مكيف، وقاعات عرض داخلية، وغرف نوم مستقلة، بالإضافة إلى غرف حضانة، وعلاج، وتحضير الطعام، وحفظ نضارة الخيزران، ومراقبة السلامة.
كما يعتبر المناخ الجاف وارتفاع درجات الحرارة تحديا كبيرا يواجه الباندا، ومن ثمّ صُمم البيت ليحاكي التغيرات الموسمية في البيئات الطبيعية له قدر الإمكان، من خلال التحكم في نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة.
وللتأكد من ملاءمة البيت لحياة الباندا، يزور خبراء من الصين المكان من وقت لآخر للتحقق من المعايير المطلوبة لصنع بيئة عيش آمنة للحيوان المهدد بالانقراض، وتقديم الدعم للموظفين القائمين على رعايته.
تبلغ مساحة مشروع "بيت الباندا"، 120 ألف متر مربع، تضم منطقة عرض وإيواء الباندا، والمُسطحات الخضراء والمباني الخدمية، إلى جانب مواقف للزوار تصل إلى 300 موقف.
كما تم تصميم وتنفيذ الحديقة طبقا لأعلى معايير الجودة والأمان بما يتوافق مع المعايير التابعة للمنظومة العالمية لتقييم الاستدامة GSAS، مع مراعاة تحقيق جودة بيئية فيما يتعلق بمسألة توفير الطاقة والحفاظ على البيئة.
أما متنزه الخور، فيحتوي على أكثر من 300 حيوان، من 49 نوعا، يعيشون على مساحة تقدر بنحو 240 ألف متر مربع، منها حيوان الباندا، الذي جُلب إلى قطر في إطار اتفاقية خاصة وُقعت مع الصين.
الأناضول