فن التصوير واحد من أهم وأكثر الفنون متعة، يعشقه الملايين حول العالم سواء بتعلم التصوير أو بالمطالعة حيث يعد ذاكرة للشعوب واللحظات المميزة في حياة الأشخاص لذا لا تتعجب من وجود كاميرا في الهواتف الذكية وتعلق العديد بالتقاط الصور في كل لحظة تمر بهم.
يعود اختراع الكاميرا إلى آلاف السنين حيث كانت المحاولات واحدة تلو الأخرى وبالرغم الفشل الذي صاحب تلك المحاولات، حيث قام العالم الصيني "شين كو”، بملاحظة انعكاس الصور التي قامت بتشكيلها مرآة مقعرة، ومن ثم جاء بعده "يوهانس كيبلر” بوضع العديد المبادئ البصرية الأولية للكاميرا ذات الثقب في عالم الفلك البصري.
أدرك علماء الفلك في ذلك الوقت مدى أهمية التصوير فعمدوا إلى العديد من المحاولات إلا أن التصميم الأول للكاميرا عام 1685 يعود الفضل فيه إلى المهندس الألماني "يوهان زاهن” وهو عالم رياضيات وفيلسوف وكاتب ألماني، وُلد في 1641 في كارلشتات آم ماين في ألمانيا، وتوفي في 1707، وظل هذا التصميم على حالته دون تطور لمدة تصل إلى ما يزيد عن قرن وبضع سنين، حتى عام 1814 حيث عمل المهندس "جوزيف نيبس” مخترع فرنسي، ولد عام 1765 وتوفي عام 1833، وكان صاحب أول لقطة بعدسة الكاميرا وبذلك أصبح اختراع اول كاميرا عمل مشترك بين كلا من "يوهان زان وجوزيف ننيبس”.
كل ما سبق كان محاولات جادة لمحاولة حفظ الذكريات والتقاط الصور إلا انه لم تأتي بنتائج يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير لكن تصلح لأن تكون نواة لاستكمال الاختراع الأعظم في التاريخ والذي بات ذاكرة للشعوب والدول.
جاء في أعقاب هاذان العالم، من ينسب إليه الفضل في اختراع أول آلة تصوير عام 1829 بشكل عملي ويمكن استخدامها وهو العالم "لويس دايجر” فنان وكيميائي فرنسي ولد في 18 نوفمبر 1787 وتوفي في 10 يوليو 1851، واخترع طريقة قديمة في التصوير الفوتوغرافي عرفت بالداجيروتايب، وقام "دايجر” بمحاولة للتوصل إلى طريقة فعالة للتصوير الفوتوغرافي بالتعاون مع جوزيف نيبس ليحصلوا على حقوق أول اختراع للكاميرا في التاريخ.
بعد ذلك مرت الكاميرا بالعديد من التطورات التي حدثت عليها سواء في التقنية أو طريقة ستخدام الكاميرا، حيث اخترع "ألكسندر والكون” أول كاميرا تنتج صورا يمكن الإمساك بها، وتم تسجيل براءة اختراع لتصميم الكاميرا عام 1840.
في بداية اختراع الكاميرا كانت ضخمة وتحتاج لظروف محددة لإمكانية التقاط الصور، وحسب ما ورد في تاريخ صناعة الكاميرا كانت بحجم الغرفة وتحتاج إلى العديد من الأشخاص لتشغيلها والعمل عليها فكانت مثل ماكينة كبيرة يصعب التحكم فيها بشكل منفرد.
ليبدأ العالم في تطوير الاختراع الأهم مرة تلو الآخرى ليصل بنا إلى عالمنا الحالي وما تشهده الكاميرات من تطور وتقنية رهيبة فباتت في أيدي كل من يحمل هاتف ذكي قادر على التقاط الصور وحفظ الذكريات وتسجيل أكثر اللحظات حميمة في حياة كل شخص