تقطن عشائر الحمايدة في محافظة الكرك في أربع قرى تقع على بعد زهاء (40) كيلومتر شمال غرب مدينة الكرك تطل على وادي الموجب من ضفته الجنوبية وعلى وادي بن حماد من ضفته الشمالية وعلى البحر الميت من الجهة الغربية وتنضوي جميعها في وحدة إدارية هي لواء فقوع .
وتعد بلدة فقوع كبرى قرى التجمع وتقع على تلين يفصل بينهما سهل وعرفت قديما باسم (رجم العبد) وهي بلدة آرامية وهذا ما يؤكده بحسب الباحث نايف النوايسة ويغلب النمط الآرامي في إختيار الموقع حيث معظم القرى الآرامية منتشرة ضمن ظروف دفاعية ويحيط بها وادي مشهور من ثلاث جهات (غرب وشمال وجنوب) .
كانت فقوع زاهرة في العهود المؤابية والرومانية في الألف الأول قبل الميلاد وتعود تسميتها الى سنة 1868 للميلاد عندما زارها المستشرق الفرنسي دي سالوس فعثر خلال تجوله في المنطقة على تمثال من حجر البازلت الأسود ومكتوب عليه أربعة حروف باللغة المؤابية معناها(فاكو) وهي تدل على أسم صاحب التمثال ونقل الى حيفا ومنها بحراً الى باريس ليستقر في متحف اللوفر،أما د. سلطان المعاني فيقول ان أسم البلدة كنعاني/آرامي ويعني المكان المنخفض .
ومن أهم المواقع الأثرية في فقوع عين(البذية) وقد ورد أسمها في دفاتر الطابو التركية بأسم(البودية) ومن هذه المواقع ايضاً عين أم معال: وهي منبثقة من الصخور البركانية المنقوش على بعضها رسومات للوعول وتعود لزمن الأنباط وذلك لتواجد هذا الحيوان في المنطقة آنذاك ومن المواقع كذلك مغارة أم طنقور وطور عراق بقر وطور المالحة وطور ابو الفطس وتليل الفلوس وفي اسفل وادي الشقيق يشاهد الزائر قصور الرياشي التي قد تكون محطات على الطريق التجاري القديم الذي سكنه الأنباط ثم الرومان فالمسلمون وبقي الطريق عامرا بالحياة في العهد المملوكي والشواهد التي تدل على ذلك هي وجود كميات كبيرة من مادة( الحمر) التي كانت تصدر الى مصر لإستخدامها في الأسلحة وهذا ما أشار اليه د. يوسف غوانمة في أحد مؤلفاته وتدل الشواهد ايضاً على ان المسلمين تاجروا عبر هذا الطريق بمادة (البيلسان) .
سكن فقوع في عهود قديمة عشائر(القبيلات) أما الآن فتسكنها عشائر الليمون والمعاقبة الذين يقال ان اصلهم من بلدة بصيرا في محافظة الطفيلة حيث يسميهم البعض (البصيراوية) كما يسكن فقوع «العميريين» وأصولهم من بلدة العين البيضا في الطفيلة ايضاً إضافة الى الزيديين والحسنات الذين يقال ان اصلهم من وادي موسى والبديرات وكذلك السعودي وهم مجموعة عائلات من أصول فلسطينية.