نعى العميد الركن المتقاعد قوات خاصة عارف سليم الزين وفاة الفريق الركن المتقاعد العين جمال الشوابكة الذي وافته المنية يوم أمس الاثنين .
وقال الزبن في نعيه :
الاخ والقائد والمعلم ورفيق السلاح وفقيد الوطن والقوات الخاصة الفريق الركن المظلي المتقاعد العين جمال سالم الشوابكة ابو ماهر (رحمة الله)
بعد ان وري الثَّرَى الجسم الطاهر لمعلمي وقائدي ابو ماهر ، اعادني شريط الذكريات الى مدرسة الجندية، التي تعلمت من فقيد الوطن الكبير معاني كثيرة وجليلة ،فلقد تشرفت بالخدمة معه عندما كان في رتبة رائد (آنذاك) كقائد لسرية مكافحة الارهاب ( الكتيبة ٧١ حاليا) في الكتيبة الخاصة/ ١٠١ عام ١٩٨٧ ، حين رسخ في قلوبنا وعقيدتنا مفاهيم ومعاني الولاء والانتماء والاخلاص لله والوطن والملك ولجيشنا العربي، لقد عرفه المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال وكذلك عرفه ابو الحسين (حفظة الله)، بانه ذلك البدوي الذي لفحته وجه شمس الصحراء الاردنية ، وميادين الشرف والرجولة وبهذا عرفناه وسرنا معه على هذا الدرب.
لم يكن ابو ماهر قائدا فقط، بل كان الاب الحنون والاخ والصديق الصدوق القريب من كل واحد منا ، فان زرته او نخيّته في مكتبه او في الميدان وحتى في وقت استراحة او في بيته، لا يمكن الا وان يضع الابتسامة على وجهك ويحقق لك ما نخيّته به وذلك بما ورثه وكسبه من صفات واخلاق وكرم وطيب من منبت بيت عز وكرم وطيب عن جدة فلاح وأبيه سالم ، ممن عرفوا بإكرام الضيف ، فلقد كان سدر طعام جده فلاح بسعة صدر ابيه سالم، فكان إطعام وطعام ضيوفه لا يقدم الا على سدر طعم تحمله عجلات لكبر وسعة حجمه، فاصبح مضرب مثل في الطيب والكرم بين اهله وعشيرة وكل من عرفه ، فهذا هو جمال باشا صاحب النفس الطيبة والكريمة.
عرف عنه جراءة الطرح وقول الحقيقة ، حتى وان كانت مُره وقاسية ، فهو بدوي اينما حطت راحلة لسانه نطق بها ، لا يستطيع ان يخفي مشاعره تجاه اي عوج ليصحح أي اعوجاج ،هو ذلك الشوبكي ابن الخشافية طيب الرفق وحسن المعشر أينما ترافقه ، وهو ذلك الغيور على الوطن والدفاع عنه ، فبهذا عرفه ابا الحسين (حفظه الله) فان اراد ان يبحث عن اصدق واطيب الحديث وحسن المجلس ، طلب من ابو ماهر رفاق السلاح ليجمعهم في بيت الكرم وطيب المجلس ليجلس معهم ويستمع لحديثهم حتى وان كان قاسيا ليقف على هموم الوطن والمواطن ، نعم لقد كانوا مستشارين للملك في كافة الامور العسكرية والامنية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسة ، فكان بيت ابو ماهر بيت صدق وامانه وراحة بال لصاحب الهم الكبير قائد الوطن عندما تشتد وتكثر الهموم .
كان قائدًا معنويا بكل معاني الكلمة، فعندما تجده في الميدان والذي لا اذكر في يوم كان يتواجد فيه الا والمسدس على جانبه، حيث كان يشعل الميدان بالمعنويات لمن حوله، لتعلو اصواتهم فوق ازيز الرصاص. ولقد زادني شرفا وتشريفا بالخدمة معه في المجموعة الخاصة عندما كان قائدها في عام ١٩٩٨ حين كنت مساعدا لقائد الكتيبة/ ٧١ المقدم الركن كمال العودات ، فعندما كن نسمعه على الجهاز بندائه المعرف تسعة صقر جارح، فكأنها صيحة صقر يرتفع في السماء ، وهذا ما حدث في عملية سحاب عندما كان ينادي " النشامى " فكنا على مقربة منه، وعندما تسلمت شرف المسؤولية كقائد لكتيبة مكافحة الإرهاب /٧١ كان السند والعون ،فتجده اول المهنئين في أي نجاح نحققه لتسمع منه كلمة "عَفيه " ، وعندما وقعت احداث تفجيرات عمان عام ٢٠٠٥ عض على أصابعه ندما وهو يوقل " اه !! اه !! انغلبنا" ، نعم كان ابو ماهر دائما في الامام في كل المواقف وهذا بطبعه، لا يقبل الا وان يكون امام جنوده فلا تجده في اي واجب او عمل الا وله حضور جميل .
كان لا يعرف الكلل ولا الملل على الرغم من تقدمه في العمر، فعندما تولى شرف المسؤولية كقائد للعمليات الخاصة لتصبح قوه عرفها ويعرفها القاصي والداني، تشرفت بالعمل معه في عام ٢٠٠٥ كرئيس شعبة عمليات فلقد كنا نستمد منه روح العمل الفريق الواحد لأمن الوطن والمواطن.
واليوم وان استودعك يا رفيق القلب ويا رفيق الدرب من هذه الدنيا الفانية، فعزائي الوحيد انني سمعت صوتك الاسبوع الماضي
فارقد يا ابو ماهر في رعاية الرحمن، وليسكنك الله دارا خيرا من دارك ،واهلا خيرا من اهلك وليحشرك الله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
نعم ابو ماهر فقيد الوطن والقوات المسلحة الجيش العربي والقوات الخاصة..