رَحِم الله أستاذنا في علم الجراحة العامة وجراحة الغدد الصماء الدكتور أحمد شيخ سروجية القامةً الفارعة والبارعة في الطب والإنسانية التي خسرتها الجامعة الأردنية ومُستشفاها وخسرتها الساحة الطبيّة والأكاديمية الأردنية، «سروجية» مُعلما فذّ دقيق مهني وشخصيةٌ تحفل بالقيّم والشيّم الإنسانية النبيلة، والاستقامة الفكرية والنزاهة العلمية والالتزام المهني.
تعلمنا منه الكثير في الجامعة الأردنية ومُستشفاها في مجالات طبيّة عِدّة على رأسها الجراحة ومبادئها ودقائقها وما تعلق بها، لكن الأهم ما غرسه فينا رحمه الله من الصدق في العمل والتفاني في خدمة المريض بكُل مهنية، واستقامة، فقد كان نبراساً مُنيراً نهتدي به ونموذجاً طبيّاً في الحِكمة وقدوةً حسنة ومثالاً لزُملائه وطلبته، صاحبُ مواقف مُشرّفة على الدوام، الكلمات التي لا توفيه حقه وقدرهُ فهو الاستاذ والمُعلم الذي أشاع بين الجسم الطبي في مُستشفى الجامعة الأردنية ضرورة أن تكون الأخلاق هي المُحفّز والمحرّك لكل فعل يقوم ?ه الإنسان أنّى كانت مهنته أو وظيفته كما أرسى علماً غزيراً في الجراحة العامة يُنتفع به من خلال جهوده الأكاديمية العلمية ومؤلفاته، وتراجمه لكُتب عالمية قيمة في مجالات عمله، ستبقى راسخة ومتجذّرة وعلماً يُنتفع به مُستمرًّا في التلاميذ وتلاميذ التلاميذ الذين تعلَّموا منه.
رحَل «سروجية» لكّن ذِكره سيبقى حاضراً في الحقل الصحي ومؤسسات الصحة الأردنية وعلى رأسها مستشفى الجامعة الأردنية، وقسم الجراحة العامة فيها هذا القسم النوعي المُتميز الذي سيبقى مُشرّع الأبواب تلجُ من خلاله أفواجُ الجراحين الكفؤين الذين تربوا على أيدي المرحوم وأمثاله من الروّاد، رحم الله المتوفين منهم وأطال الله بعُمر الأحياء، فما أنجزوه من عَطاء وما قدموه من عِلم سيبقى خالداً ومُستمراً بذات الزخم لأن نهرَ العطاء لا ينضب.
الرحمةُ والسلام لروح الطبيب الإنسان الدكتور أحمد شيخ سروجية الذي كان فخراً لأم الجامعات (الجامعة الأردنية) ومستشفاها العريق، كما أسرته وطلبته ومُحبوه ولكُل من عرفه، ولوطنه الذي قدّم له الكثير من خلال مسيرته النابضة بالعلم والإنسانية.