تسبق الخطى الأردنية دوما أي حدث أو تغييرات أيّا كان نوعها، ليحقق حضورا مختلفا وقويا بكافة المجالات، وكافة المتغيرات، وطالما كان سبّاقا إقليميا في مجالات متعددة، واضعا أي تحديات خلفه ويقدّم الإصرار على كلّ شيء ليبقى متميزا وأيقونة انجاز عربيا وعالميا في الكثير من المجالات.
ومنذ سنوات قدّم الأردن إصراره على أن يكون حالة نموذجية ومميزة في الأمن السيبراني، والتعامل مع هذا الجانب بتميّز، ليقف اليوم في مكان متقدّم جدا عربيا وعالميا بهذا المجال، ليس فقط في التعامل مع هذا الجانب الدقيق كعلم، إنما أيضا في مواجهة الجرائم السيبرانية باحترافية مميزة، ولمواكبة أي تطوّر بهذا المجال بما في ذلك التحديث التشريعي، لتتشكل حالة نموذجية بهذا المجال الهام، ويصبح اليوم منارة عربية في علم دقيق وهام.
وفي قفزة أردنية في مجال الأمن السيبراني، وحضور عربي لافت، وتميّز دولي مختلف، حضر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد أمس «قمة الأردن الأولى للأمن السيبراني»، التي نظمها المركز الوطني للأمن السيبراني بالشراكة مع جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (إنتاج)، هذه القمة التي تعدّ عمليا قفزة في العِلم السيبراني والأمن السيبراني، وجعلت من الأردن مركزا إقليميا بهذا المجال ووضعته على خارطة هذا العالم الدقيق بشكل لافت وعملي.
القمة التي عقدت في عمّان بمشاركة نحو 450 مشاركا تفاعلوا في 23 جلسة نقاشية حول الأمان السحابي وحماية البيانات وتأثير التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء على الأمن السيبراني، من مختلف الدول والقطاعات، شكّلت أهمية كبرى للأردن وقدّمت معلومات متخصصة بعلم حديث ورؤى تحتاج معرفتها قطاعات متعددة، من أبرزها الشركات المالية والمصرفية، فكانت القمة هامة بحجم قيمتها العلمية والمعلوماتية والأمنية، وحققت إنجازات حقيقية في السلامة الرقمية ومواجهة التهديدات والجرائم السيبرانية.
القمة سلطت الضوء على السياسات والاستراتيجيات وتجارب الدول في مجال الأمن السيبراني والسلامة الرقمية، وعلى القضايا الدولية المتعلقة بالمخاطر والتهديدات السيبرانية وآليات التعاون لمواجهتها ومكافحة انتشارها، وجاءت في وقت يحتاج به العالم دون استثناء لإيجاد أدوات مواجهة عملية للمخاطر السيبرانية وتأثيرها المتعاظم على الأصعدة المالية والاجتماعية والسياسية، والتي تشهد تزايدا مقلقا، ما يستدعي وجود عمل مقاوم لذلك، وهو ما حققه الأردن، الذي يمتلك كفاءات مميزة في الأمن السيبراني.
وحققت القمة فرصة نادرة واستثنائية لأن تجعل من عمّان فضاء واسعا للحوار، والنقاش حول الأمن السيبراني، وفتحت بابا واسعا للتعاون الإقليمي بهذا المجال، وعززت مكانة الأردن كمركز إقليمي رائد في هذا المجال، فكانت قمّة حقيقية بحرفيّة التنفيذ والمعنى والنتائج.
الأردن اليوم يمكن القول أنه غدا مركزا إقليميا للأمن السيبراني، لما يملك من كفاءات ومزايا وأدوات وخبرات وقدرات ومهارات واحترافية سيبرانية، لتشكّل القمة خطوة تعزيز لهذه المكانة، ونقطة حوار يستفيد من خلالها المشاركون من التجربة الأردنية التي قدّمت بالتفصيل لغايات التشاركية والاستفادة، ليبقى الأردن حالة استثنائية يصرّ بها دوما على التميزّ والبقاء في فضاءات النجاح والتطور.