أطلت جلالة الملكة رانيا العبد الله من جديد على قناة CNN في لقاء يمكن وصفة بالقوي والمقنع للدفاع عن استهداف المدنيين الأبرياء في عزة وتداعياته الوخيمة.
لقد أوضحت الملكة رانيا العبد الله أن الصراع الذي يجري في فلسطين، نتيجة حتمية للاحتلال غير المشروع واستنكرت الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، بكل ما تحمله من التجاهل الواضح لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقالت الملكة يمكنك قتل المحارب، لكن لا يمكنك قتل القضية.
في واقع الأمر أن أي وجهة نظر يتم التعبير عنها فيما يتعلق بالصراع في غزة، يجب أن تلتزم بالقانون الدولي، وقد تحدثت الملكة عن اتفاقات أوسلو عام 1993، والاستطلاع للرأي الذي أجري في عام 1996، والذي أظهرت نتائجه أن 80 % من الفلسطينيين يؤيدون الاتفاقيات وأن تأييد المقاومة العنيفة انخفض إلى 20 %. وقالت الملكة: إذا كان لدى الفلسطينيين أفق سياسي، فإنهم أنفسهم سيكونون ضد أي شكل من أشكال العنف، ولكن يجب أن يمنحوا هذا الأفق.
من المؤكد أن وسائل الإعلام والصحافة العالمية والإقليمية والمحلية ستقوم بتقديم ردود أفعال وتفسيرات مختلفة للقاء الملكة رانيا العبد الله على قناة CNN، لأهميته ولكل ما يحمله من منطق سياسي ومطالبة بتطبيق قوانين الشرعية الدولية وحقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني.
لقد كان أهم ما يميز اللقاء الأخير على قناة CNN أنه جاء بمثابة رسالة واضحة وإعادة تأكيد على رفض الممارسات الدامية والتدمير والتخريب، واستهداف المدنيين الأبرياء في غزة هاشم.
وقد عبرت جلالتها عن استنكارها القصف الذي أدى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، 70 % منهم نساء وأطفال، والذي تزامن مع ادعاء الإسرائيليين أنهم يحاولون حماية المواطنين؟ وذلك "يعتبر إهانة لذكاء المرء"، كما وصفته جلالة الملكة رانيا العبد الله.
اللقاء حمل رسالة قوية مفادها أن استهداف المدنيين ومقتل النساء والأطفال، يعتبر جريمة حرب ولا يمت للمنطق الإنساني، ويمثل انتهاك واضح وتجاهل كامل للنظام والقانون الدولي، وتأكيد صريح وواضح لعدم شرعية ما يجري من هذا الاحتلال غير القانوني.
لقد تحدثت الملكة عن الوضع الإنساني الكارثي الذي تشهده غزه. وقالت بأنه أمر غير مسبوق على الإطلاق، فخلال الأسابيع الأربعة الماضية في غزة تم مقتل ثمانية أضعاف عدد الأطفال الذين قتلوا خلال العشرين شهرا من الحرب الأوكرانية.
وقد وصفت اليونيسف مؤخرا غزة بأنها مقبرة للأطفال.
لقاء الملكة رانيا العبد الله تحدث عن المخاطر التي يفرضها ما يحدث في غزة، وتعبير عن المخاوف من مزيد من الخسائر في أرواح المدنيين، وقباحة هذه الأزمة الإنسانية، وتأثيرها ذلك على الفلسطينيين.
حديث الملكة حمل تحذيرات مفادها أن ما يجري في غزة سيؤدي إلى تصعيد العنف بشكل أكبر، وقد طالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بأن تتحرك بشكل سريع نحو إيقاف عمليات القصف، وإيجاد حل سلمي وتسوية عادلة لتهدئة التوترات وضمان حماية المدنيين
لقد تساءلت الملكة رانيا بكلمات مؤثرة عن عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا قبل أن" يستيقظ الضمير العالمي”
الملكة رانيا العبد الله كل الفخر والاعتزاز بك، نستمع إلى صوتك وكلماتك الملهمة والمؤثرة، بشغف لأنك صوت الحق وملكة الوطن والإنسانية.
الجميع في الأردن بقلب واحد يرفض كل ما يجري من سفك دماء المدنيين الأبرياء.
ندعوا الله العلي القدير أن يحفظ فلسطين الصمود والقوة، ويحفظ الأردن أرضا وقيادة وشعبا معتزين بالقائد جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم والملكة رانيا العبد الله وسمو ولي العهد الأمين، والشعب الأردني الطيب الأصيل، الذي بذل جهدا كبيرا في عكس موقف وطني عربي موحد الصف والكلمة.
بفضل كل الجهود المبذولة، جاء الموقف الأردني المشرف والواضح والثابت والحازم تجاه القضية الفلسطينية.