صحيح أن الولايات المتحدة لا زالت اللاعب الأهم والأخطر على الساحة الدولية، ولا يزال العالم محكوم بالكابوي الأمريكي الكريه للأسف، ولكن بنفس الوقت هذا العدوان الإجرامي النازي الذي لم يشهد التاريخ مثل بشاعته على غزة قد غيّر نظرة الكثير من شعوب العالم للولايات المتحدة، فهذا العدوان النازي على غزة الصامدة تجاوز في ببشاعته وضع المدن الألمانية أبان الحرب العالمية الثانية، وبعد كل ما جرى ويجري بدعم هذا الكيان المجرم من أمريكا ، هل ستجرؤ هذه الطغمة المتصهينة في واشنطن أن تنتقد الصين وروسيا وكوريا الشمالية وبعض دول أمريكا اللاتينية وإيران وسوريا عن حقوق الإنسان والحريات العامة وحقوق المرأة والطفل بعد جرائمهم البشعة في غزة الصمود والتحدي ، حيث لا يوجد مقارنة بين التعامل الإنساني الحمساوي مع الأسرى الصهاينة والتعامل الصهيوني الاجرامي مع الأسرى الفلسطينيين خاصة الأطفال والنساء، فما صرحت به بعض الأسيرات الفلسطينيات والأطفال شيء يشيب له الولدان، ويعتبر وصمة عار على المجتمع الدولي وعلى عالم لا يزال يتحدث عن حقوق المرأة والطفل ونرى الصمت والخرس السياسي على جرائم الإبادة الجماعية والتعذيب بأبشع الوسائل في فلسطين وغزة تحديداً ولا يجرؤ أحد حتى على الكلام خوفاً ورعباً من الكابوي الأمريكي البلطجي .
يخطئ من يظن أن الكيان الصهيوني اللقيط المهزوم منذ شهرين هو وحده من يقاتل في غزة، وإنما من يقاتل هناك هي الولايات المتحدة مع كلبها المدلل الكيان الصهيوني مع الاعتذار من الكلاب التي لم تصل إلى المستوى من التوحش في الإبادة وارتكاب الفظائع وما عرضته وسائل الاعلام وحتى في الغرب عن اعتقال سبعمائة شخص من أحدى المدارس التي لجأ إليها هؤلاء المدنيين الأبرياء في غزة ، فهذا وصمة عار على المجتمع الدولي وأمريكا بشكل خاص التي هي الحامي والمدافع والداعم والشريك للكيان الصهيوني بكل جرائمه ، ورأينا عبر الإعلام أكثر من ثلاث وأربعين جمعية يهودية في أمريكا ذاتها تناشد العجوز الخرف جو بايدن بوقف القتال وأعلنت بعض هذه الجمعيات أن ما يحدث من جرائم في غزة يسيء لكل يهودي بالعالم وللأسف عالمنا العربي يكتفي بالإدانة والشجب وسحب السفراء من الكيان الصهيوني وليس قطع العلاقات مع هذا العدو المجرم ، عن أي سلام يأمل هؤلاء العرب ولا سيما إحدى الدول النفطية التي أدانت الضحية وليس القاتل الجلاد الصهيوني .
أي سلام يحلم به هؤلاء الخونة من بني جلدتنا بعد هذه البحار والأنهار من دماء الشهداء أي سلام والعدو ذاته من يقول جهاراً ونهاراً أن أوسلو ماتت واصبحت في مزبلة التاريخ وكذلك وادي عربة التي جاءت للأسف وكأنها ملحقة أو معلقة في أوسلو وكلاهم توابع للعار الكبير في كامب ديفيد .
غزة الصامدة الصابرة كشفت بالمجهر عيوب وأكاذيب تجار حقوق الإنسان وأسقطت كل الأوهام المهرولة وراء زيف وخداع العدو الأمريكي باسم السلام حتى اصبحت مقولة حل الدولتين تثير السخرية لكل من يتابع ويرى مآسي العرب في القرن الواحد والعشرين والمهرولين وراء الأكاذيب الأمريكية التي كلما أرادت التدمير لقطر عربي تُحدثنا عن حل الدولتين ، حدث هذا بعد تدمير العراق الشقيق عام 1991م وكانت المسرحية في مدريد، وبعد احتلال العراق بشكل كامل عام 2003م تمت اعادة نفس الاسطوانة حل الدولتين، وبعد ضرب الدولة السورية بكل الأفاقين والحثالات البشرية من القتلة الإرهابيين رددوا نفس الاسطوانة "حل الدولتين” .
اليوم ومع أنهار الدماء وفي محاولة رخيصة للتغطية عليها يخرج علينا بكل وقاحة العجوز الخرف جو بايدن الذي يقف على رأس القوة الأعظم في العالم وبلسان كذاب بني صهيون نتنياهو ليحدثنا عن كتائب الشهيد القسام وانها اغتصبت الاسيرات الصهيونيات في السابع من اكتوبر الذي سيبقى عقدة العقد للصهاينة والمسمار الاول في نعشهم حتى يزول كيانهم الغير طبيعي في المنطقة وهذا الامر الذي قاله الخرف بايدن لم نسمعه حتى من الاسيرات الصهيونيات انفسهم ممن اخلي سبيلهم بل العكس كانت كلماتهن اشادة بالمعاملة الإنسانية بكتائب القسام لهم وما صرح به العجوز الخرف هو ما لقن به من صناع القرار الحقيقيين في رأس الصهيونية أمريكا التي ستبقى هي رأس الأفعى ومن يمد الكيان المجرم بكل سبل الحياة والسلاح ويحميه بالأمم المتحدة من كل انتقاد حتى فاض الكيل بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي طالب بتفعيل المادة 99 من القانون الدولي في اعتبار ما يحدث في غزة من جرائم صهيونية تهديد للأمن العالمي وللأسف انفتحت عليه عش الدبابير الصهيونية المسمومة قبل الفيتو الامريكي الحقير وصرح وزير ما يسمى بوزير الخارجية الصهيوني بأن أمين عام الأمم المتحدة يجب أن يتحدث عن خطر حماس وأنها هي التهديد للأمن الدولي وليس الصهيوني المرعوب والمسكون في السابع من أكتوبر المجيد .
بقي أن أقول رغم كل المآسي وبحار وأنهار دماء الشهداء التي تدمي القلوب، ولكن اجرام هذا العدو ناتج عن ضعفه وليس قوته التي لولا أمريكا ما صمد هذا الكيان اللقيط مدة اسبوع .
تحية فخر واجلال واعتزاز نقولها بخجل (والله من واقع امتنا العربية) لكل ابطال وصناديد المقاومة الفلسطينية العظيمة في كتائب الشهيد عز الدين القسام في حركة حماس وسرايا القدس في الجهاد الإسلامي وسرايا الشهيد ابو علي مصطفى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأخص بالشكر والتقدير أهالي قطاع غزة ومحافظاتها الصامدين الصابرين، فهم اكبر عامود للمقاومة، ولكل يد تقاوم في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وجمهورية إيران الاسلامية التي تحملت الشيء الكثير، ولا ننسى جماهير امتنا العربية والاحرار في كل العالم الذين انتفضوا ضد هذا الاجرام الصهيوأمريكي والابادة لشعب جريمته إنه يقاوم الاستعمار العالمي وذيله في المنطقة الكيان الصهيوني .. المجد والخلود للشهداء الذين ارتقوا على طريق التحرير الكامل لفلسطين من البحر للنهر، ولا نامت اعين الجبناء .
وبعد.. يقول الزعيم الخالد جمال عبد الناصر: "إن الذين يقاتلون يحق لهم وحدهم أن يأملوا في النصر ، أما الذين لا يقاتلون فلا ينتظرون شيئاً سوى القتل "