أصدقكم القول بأن رغبتي في إكمال المسيرة الجامعيّة لم تعد كما كانت.. وأحيانًا ينتابني إحساس شديد ويضغط عليّ بأن "أترك".. وتُثار في داخلي أسئلة بدهيّة: شو بدّك بهالشغلة؟ هو إنت ناقصك علم وثقافة؟ خصوصًا عندما يخاطب أي دكتور الطلاب بقوله: بكرا لمّا تتخرجوا وتدخلوا الحياة وتلتحقوا بالعمل..أو شبيهات هذه الجملة.. فأنا دخلت الحياة وما زلتُ على رأس عملي والكلام ليس موجهًا لي..!
خلصتُ كلّ امتحانات "الميد".. لم تكن كما يجب.. وثارت من جديد مشكلتي الأزلية مع تصحيح الأسئلة وتقييم الطالب والعدل .. كيف تتساوى علامة تصحيح (صفر) على سؤال لم تتم الإجابة عليه إطلاقًا مع طالب حاول أن يجيب واجتهد ووضع إجابة محتملة ووضِع له "الصفر"..؟ كيف ما زلنا في زمن الذكاء الاصطناعي وتوالد المعلومات نحاسب الطالب على حفظ المعلومة الموجودة في كل أجهزته الذكية ولا يحتاج إلى حفظها والامتحان بها ..؟ ما زال التدريس عندنا قاصرًا في تحويل معلومات الكتاب إلى ثقافة عملية وليس تلقين معلومات عليه أن يعرف ماذا قال نابليون ومتى استقلّت أمريكا..؟.
أنا مشترك في كل جروبات الواتس لكل المواد.. وأتابع بحرص المراقب كل ما يدور من نقاشات بين الطلبة.. كلّها نقاشات خوف ورعب من الأسئلة ومن العلامات.. الطالب كل همّه في النجاح فقط.. وليس في ثقافة النجاح.. وليس في تحويل النجاح إلى تدعيم مجتمعي وانتماء.. فالبناء الجامعي للآن يدعم الفردية والأنانية لدى الطلاب..!
بالتأكيد مذكراتي الجامعيّة عندما انتهي بإذن الله ومشيئته؛ ستكون مليئة بكثير من المواقف المسكوت عنها الآن للضرورة، ولكن لن يكون مسكوت عنها حينها لضرورة البوح ولضرورة أن تثبِّت نفسك شاهدًا على أخطاء التعليم وتصرّفات كثير من الطلبة والدكاترة..!
آسف لأن يوميّات اليوم لا يوجد بها "حبشتكنات".. فالفكرة التي برأسي أقوى من الانزياحات..