لن يضل من يحمل بندقيته على كتفه طريقه ويقاتل حتى يلاقي يومه الذي يتمناه يوم الشهادة.. هذا ما انتظره القائد الشهيد صالح العاروري معتبراً أنه في الوقت الذي يحيى فيه مبعداً عن فلسطين هو الوقت بدل الضائع.
فليسقط غصن الزيتون ولتحيا البندقية.. إنها الطريق المعبد إلى البلاد إلى عارورة التي كبر وترعرع فيها العاروري كل البلاد بلاده حتى أرضية السجن الذي قضى فيه 15 عاماً ليخرج منه مبعداً بعد صفقة الوفاء للأحرار. و"العاروري" تنقل بين المنافي في تركيا وسوريا ليجد ضالته أخيراً في الضاحية الجنوبية في لبنان.
لعل البندقية ذاتها قادت القائد الرمز بعد أن تنقل بين المنافي والمواقف، ومِن رفْع السلاح إلى حمل أغصان الزيتون من الأردن لبيروت وصولا لتونس التي كاد أن يلقى ضالته فيها في محاولة اغتيال بعد قصف مقره بثماني طائرات إسرائيلية.
عرفات والعاروري انتظرا موعد استشهادهما لا بل طلبوه، كلاهما رفضا الأسر، طلبا الشهادة وانتظراها، كلاهما كان يعرف الطريق إلى فلسطين وإن حاول عرفات في وقت ما أن يحمل غصن الزيتون لكنه أدرك فيما بعد أن عدوه الذي حاصره في مقر المقاطعة عام 2002 هو ذاته الذي حاصر غزة 17 عاماً لا يريد سلاماً بل يريد قتل الفلسطيني بأي شكل.
الا انه وفي ظل ما يواجهه الفلسطيني من آلة القتل والتشريد والتنكيل والأسر يظل مثالًا حيًا على الصمود والقوة في مواجهة الظروف الصعبة ويتوحد تحت شعار " لفلسطين هدف واحد.. البندقية"، معبرين عن رغبتهم القوية في تحقيق الحرية وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
إن الوحدة في التفكيرين والعمل بين الفصائل تعكس روح التضحية والتلاحم بين الشعب وهو ما يسعى لتحقيق أهدافه بالرغم من التحديات الكبيرة والضغوط السياسية والاقتصادية يكون للفلسطينيين دور كبير في هذا السياق، حيث يعبرون عن إصرارهم وعزيمتهم في بناء مستقبل أفضل.
رغم انقسام الفصائل الفلسطينية الا انها مجتمعة على هدف واحد وهو تحرير فلسطين وبناء دولة فلسطينية كاملة السيادة دون اي قواسم مشتركة بينها وان يعود اللاجئين الى منازلهم التي هجروا منها عام ال67 وانهاء الاحتلال.
لكن البندقية هي إحدى العوامل المشتركة التي تجمع الفلسطينيين وتُعيد اتجاه البوصلة هي محط التفافهم حول بعضهم –رغم أن البعض وضعها جانباً - لكنها ممثل شرعي للكثيرين من أبناء هذا الشعب.
اغتيال صالح العاروري مصاب جلل لا يمكن المواساة فيه، لكن البندقية لا تزال تصدح ولا تزال الأيدي على الزناد أيادي المقاتلين في غزة الذين يخرجون من تحت الأرض ومن فوقها في عملية طوفان الأقصى بتعليمات من قائد أركان المقاومة في الضفة الغربية وغزة صالح العاروري الذي يتابع عمليته اليوم من فوق السماء وينظر عن كثب فعل المقاومة والجدوى المستمرة.