كشفت دراسة أجراها باحثون هولنديون أن التعب والإرهاق الناتجين عن الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد له سبب جسدي، وذلك بعد اكتشاف تغيرات في الخلايا العضلية لدى المصابين، إذ تنتج الميتوكندريا طاقة أقل لديهم من الأشخاص الأصحاء، وفق ما نقلته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
وتعتبر كورونا طويلة الأمد متلازمة مرتبطة بما يعرف بـ"التفكير الضبابي" والإجهاد وغيرها من المشاكل التي تتفاقم لدى المريض بعد النشاط البدني.
وقالت أستاذة الطب الباطني في المركز الطبي بجامعة أمستردام، ميشيل فان فوجت: "إننا نشهد تغيرات واضحة في العضلات لدى هؤلاء المرضى".
والشهر الماضي، اعتذر رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، عن وصفه فيروس كورونا طويل الأمد بأنه "هراء"، وهي "متلازمة حرب الخليج" في أكتوبر عام 2020.
ونقلت الصحيفة عن جونسون قوله: "لقد تسببت في الأذى والإهانة لأعداد كبيرة من الأشخاص الذين يعانون بالفعل من تلك المتلازمة.. وكان ينبغي أن أفكر في إمكانية نشر أبحاث مستقبلية بهذا الشأن".
مارغريت كينان كانت أول مريضة في المملكة المتحدة تتلقى لقاح كوروناأ ف ب
وشملت الدراسة 25 شخصًا مصابًا بكورونا طويلة الأمد، و21 شخصًا سليمًا، حيث طُلب منهم قيادة الدراجة لمدة 15 دقيقة، وتسبب التمرين في تفاقم الأعراض على المدى الطويل لدى الأشخاص المصابين بكورونا طويلة الأمد، مسببة ما يُعرف بالضيق بعد الجهد، وهي ظاهرة تحدث عندما يُجهد الشخص جسديًا أو فكريًا أو عاطفيًا، بحسب "ذا تايمز".
وقال الأستاذ المساعد في قسم علوم الحركة البشرية في جامعة فيكتوريا، روب وست: "رأينا أن الميتوكندريا في العضلات، وهي مصانع الطاقة في الخلية، تعمل بشكل أقل جودة وتنتج طاقة أقل".
ولم يقدم البحث ما يدعم النظرية التي تشير إلى أسباب الإصابة بكوفيد-19 طويل الأمد، والتي تتنبأ بأن جزيئات الفيروس التاجي قد تبقى في أجسام المصابين، بحسب "ذا تايمز".
وقالت أستاذة الطب الباطني ميشيل فوجت: "لا نرى أي مؤشرات على ذلك في العضلات بالوقت الحالي"، منوهة إلى أن التعافي من كورونا طويلة الأمد يحتاج نهجًا مختلفًا عن طرق العلاج التقليدي؛ "نظرًا لتفاقم الأعراض بعد المجهود البدني، حيث إن إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي يمكن أن يعطيا نتيجة عكسية مع المصابين بها".