وخير جليس بالزمان كتاب أحببت الكتب وخاصة من مكتبة والدي والتي كان بها كتب متعددة الأحجام معظمها باللغة العربية والقليل باللغة الأنجليزية . ولكل منها أغلفة وأسماء المؤلفين على تلك الأغلفة ، تشير أنها متنوعة فيها كتب أدبية، في الرواية والشعر والمسرح، وأخرى علمية في شتى ضروب المعرفة، وحقيقة كان منظرا جذابا أن تجد الكتب موجودة بهذا الثقل، في قلب بيتنا ، كتب لدوستويفسكي ، جبران ، نجيب محفوظ ، جرجي زيدان ، يوسف السباعي ، تولستوي ، وفكتور هيجو البؤساء ، إحسان عبد القدوس وكتب كليلة ودمنة ودواوين للمتنبي والرومي وديوان عشيات وادي اليابس لمصطفى وهبي التل وفدوى طوقان وأخوها ابراهيم طوقان ومذكرات رومل ثعلب الصحراء وكذا تشرشل ومونتغمري ووكتاب البخلاء للجاحظ وفي سبيل التاج للمنفلوطي والأيام ودعاء الكروان لطه حسين ولكني كنت مولع بالأدب الروسي الجميل لما فيه من لمسات أنسانية ومشرقية وبها روح والغير من الكتب ومجلات دورية مثل المختار والتي كان يعجبني تنوعها والتي ما زال لدي جزء منها وكذلك مجلة العربي والهلال وروز اليوسف والمجلة العسكرية ومجلات أسبوعية وشهرية أردنية وعربية وكذلك كتب لأدباء أردنيون مثل روكس العزيزي وحسني فريز وسليمان الموسى وعيسى الناعوري وكنت أنتظر وصول مجلة العربي لشرائها من مكتبة السعادة في مدينة الزرقاء وكان سعرها شلن يكون تحويشة من مصروفي اليومي وكانت السينما لها دور في الأقبال على شراء الكتب مثل أفلام السمان والخريف ، وزقاق المدق ، وميرامار وثرثرة فوق النيل ، والثلاثية لنجيب محفوظ وفي بيتنا رجل والوسادة الخالية ولا انام لإحسان عبد القدوس وكذلك مرتفعات وذرنج وكنت أذا مسكت كتاب لابد من الوصول إلى النهاية خاصة رواية الأم لمكسيم جورجي فقد شدتني تلك القصة ، ومن الظواهر الجميلة والتي كانت موجودة في حارتنا الجميلة ظاهرة تبادل الكتب وكذا الطوابع والعملة وكان من المتبادلين معي الدكتور عامر نصار عماري حيث كان مهتم بالمطالعة لوجود مكتبة لوالدة المثقف والشاعر وكذا من الظواهر الجميلة بيع الكتب على الأرصفة تقف وتقلب الكتب قد تقرأ عسى أن تجد ضالتك فالقارىء يجد متعة في تفحص تلك الكتب ولو لم يشتري بدون تذمر البائع والذي هو مثقف يناقشك ويدلك على كتب جديدة مثل كتب عبدالرحمن منيف وأدونيس ونزار قباني والبياتي ومن خلال مكتبة والدي قرأت لمنفلوطي وجبران خليل جبران، وعباس العقاد، وطه حسين واديب عباسي وجورجي زيدان ومجلة الهلال والمصور وانيس منصور وانيس فريحة ودار الصياد وسلام الراسي واشعار نزار قباني وبشارة الخوري والحكيم، وغيرهم كثيرين من كتاب العرب والغرب، الذين برزوا في الخمسينيات، والستينيات من القرن الماضي، وترك لنا تلك الثروة المعرفية، جميلة وأنيقة، وما تزال منتعشة وبراقة، لم يمسها أي ضرر، وأنا بدوري من لدن تلك الكتب تعلمت كيف أصيغ الجمل والحروف بدأتها بمجلة الحائط المدرسية وبعض المقالات القليلة والشعر النثري والتي كنت أرسلها لصحيفة أسبوعية أسمها أخبار الأسبوع وانتظر بفارغ الصبر نشرها .