السؤال السابق بات حديث الكثير من المواقع والدوائر سواء على الصعيد السياسي أو الاستراتيجي، خاصة مع:
1-التصعيد الإسرائيلي الحاصل في قطاع غزة
2-محاولة حزب الله تخفيف الضغوط على حركة حماس غزة بضرب إسرائيل والمناطق الشمالية بها
3-هناك حالة إحراج واضحة تسيطر على حزب الله مع الضربات التي تقوم بها جماعة الحوثي البعيدة عن إسرائيل جغرافيا ، مقابل اكتفاء حزب الله فقط بعمل مناوشات أمنية مع إسرائيل دون القيام بتصعيد عسكري معها.
تطورات
من الواضح أن هناك الكثير من الجبهات العسكرية المشتعلة على الحدود الإسرائيلية ، وهي الجبهات التي يمكن رصها في :
1-الجبهة الجنوبية حيث الحرب مع حماس
2-الجبهة الوسطى والصراعات التي لا تنتهي مع الجماعات المسلحة الفلسطينية
3-الجبهة الشمالية مع حزب الله
غير أن ما يجري بالفعل بات دقيقا خاصة وأن إسرائيل لديها مشكلة وأزمة في كل موقع من هذه المواقع، وبالتالي من مصلحة إسرائيل والكثير من الدوائر بها التركيز الاستراتيجي على غزة من أجل اطلاق سراح الرهائن وحل الأزمة مع حركة حماس.
وتحتاج إسرائيل حاليا بالفعل للتهدئة على أكثر من صعيد ، خاصة مع:
1-الاحتياج الفعلي لليد العاملة
2-تضرر قطاعات اقتصادية من الجمود الحاصل بسبب الحرب
3-تضرر قطاعات اقتصادية بسبب توجه اليد العاملة الإسرائيلية للجيش وخوض غمار الحرب
كل هذا بالطبع يضاف للعبء الاقتصادي المتعلق بالخلاف بين القائمين على القطاع الزراعي وبين وزارة المالية ، حيث طرحت وزارة المالية الإسرائيلية خطة بها الكثير من الاجحاف بحق القطاع الزراعي.
وتتضمن الخطة الاقتصادية التي تعرضها وزارة المالية في بنودها الكبرى ما يأتي:
1-تخفيضات ضخمة
2-خصخصة لشركات وخدمات
3-إنهاء الكثير من برامج التعاون الاقتصادي
4-تقليص الدعم للمنظمات غير الربحية.
وبتحليل مضمون بعض من التقارير الاقتصادية التي علقت على هذه الخطة فإنها تؤدي إلى :
1-فصل مئات الموظفين في سلك خدمة الدولة
2-الإضرار بخطط التنمية والمجموعات السكانية الفقيرة
3-الإضرار بالخدمات العامة والركود في تطوير البنى التحتية الجديدة.
ويتضمن اقتراح التخفيضات في وزارة الزراعة تخفيضا تراكميا بحوالي 432.3 مليون شيكل حتى العام 2026 من قاعدة ميزانية الوزارة، وتخفيض 317 وظيفة بتكلفة 89 مليون شيكل.
واقتراح الخطة يأتي بالذات بعد أن تضررت الزراعة بشدة بسبب الحرب، وخصوصاً بسبب تأثيرها على البلدات الحدودية ونقص القوى العاملة بسبب مغادرة العمال الأجانب من البلاد.
وبحسب مدير عام وزارة الزراعة، فإن التخفيض سيشكل "شللاً كاملاً للوزارة"، وإن الميزانية المتبقية "لن تكفي حتى لدفع ضريبة الأملاك لمقر الوزارة".ومن هنا تزداد حدة الأزمة
تقدير موقف
الخلاصة مما سبق توضح أن احتمالات قيام إسرائيل بعمل عسكري باتت صعبة ، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي منهك على الصعيد الجسدي والنفسي، بعد حرب غزة ويحتاج إلى فترة زمنية قبل إعادة تأهيله لفترة أخرى.
بالإضافة لما سبق هناك تغييرات قريبة متوقعة في قيادة الجيش الإسرائيلي، وبالتالي فإن قرار الحرب دقيق ولا يمكن أن يمر بسهولة، فضلا عن أن الحرب المحتملة على لبنان لن تقودها القيادة الحالية للجيش.