تطالعنا في هذه الأيام الكثير من الافتراءات والأكاذيب وتلفيق التهم على الناس، حتى أنه في بعض الأحيان لا يدرك السامع من يصدق.
يعتبر تشويه السمعة من أسوأ الصفات التي تلصق بالإنسان، فالذي يقوم بذلك قد يكون يحمل حقداً بقلبه، أو غيرة وحسد، أو كراهية لديه، أو أن هناك أحداثاً قديمة قد حصلت يقصد من ورائها الانتقام، أو بأسباب فهم خاطئ غير مقصود أدت إلى الوشاية بين الناس... وأيضاً هناك من يسعى بالتقليل من شأن الآخرين ومحاولة إقصائهم لكي يشار له أنه الأفضل، وكلّ ذلك من أسباب الغيبة والنميمة والكذب وسوء الظن، يقول تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) آية (12) سورة الحجرات.
إن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا، عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة.
لقد صار الحسد والعداوات الشخصية من الأمور المستشرية التي تبعث على هذه الافتراءات، فقال تعالى:(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) آية (42) سورة إبراهيم.
أسباب الوقوع في الافتراء:
إن وقوع الإنسان في الافتراء والبهتان، واتهام الناس بالباطل يكون بسبب عدة أمور منها:
١- الاختلاف والتفرّق
٢- التعصب والتقليد الأعمى.
٣- الكِبر والحسد والحقد والكراهية.
٤- كثرة الكلام بلا فائدة.
٥- استمرار الكذب والغيبة والنميمة والتلذّذ فيهما.
حكم اتهام الناس بالباطل:
ذهب الفقهاء إلى أن إساءة الظن بالمسلم أمر محرم شرعاً ولا يجوز، وذلك استناداً لقوله تعالى:(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) آية (58) سورة الأحزاب.
آثار الافتراء والبهتان:
١- المفتري على الله سبحانه وتعالى من أعظم الظالمين والمجرمين، فقال تعالى:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) آية (7) سورة الصف.
٢- الافتراء والبهتان سمة كلّ كافر.
٣- يؤدي للوقوع في الشرك والبدع.
٤- سبب في الحرمان من الهداية.
٥- سبب في عدم الفلاح.
٦- يؤدي إلى الذل والمهانة.
٧- سبب في وقوع العذاب في الدنيا.
٨- سبب في شدة سكرات الموت والعذاب الأليم يوم القيامة.
٩- سبب في استحقاق لعنة الله وغضبه.
١٠- سبب في مناقشة العذاب يوم القيامة، لقوله تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ ۖ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) آية (13) سورة العنكبوت.
كيفية مواجه تشويه السمعة:
إذا كنت قد تعرضت لتشويه سمعتك بطريقةٍ ما من بعض الأشخاص، فهذا ناتج عن عدم ثقتهم بأنفسهم. فكيف تواجههم؟
١- أعرف مصدر تشويه السمعة.
٢- اطلب من الشخص أن يتوقف عما يفعله، وإن كان بعض ما يصلك به من صفات سلبية تنطبق عليك.
٣- تخلص من كل المشاعر السلبية تجاه نفسك.
٤- اجتمع بأصدقائك الذين يدعمونك.
٥- تجنب الخروج مع أي أحد يمكن أن يشعرك بعدم الراحة.