بعد إطلاع عدد من هؤلاء المؤرخين على وثائق الأرشيف (الوطني الإسرائيلي). الذي كشفت عنه إسرائيل بعد مضي (40) أربعين عاماً، راجع عدد من المؤرخين الإسرائيليين، مثل آفي شلايم وبينى موريس، راجعوا ما قدموه سابقاً من رؤية حول تهجير الفلسطينيين عام -1948-، وبينهم أيضاً المؤرخ الإسرائيلي اليهودي (إيلان بَبْيِ).
أصدر (بَبْى) كتابه عام -2017- بعنوان: عشر أساطير عن إسرائيل
وهذا يذكرنا بما نشره المفكر الفرنسي – روجيه جارودي- حول الأساطير المؤسّسَة لإسرائيل، والتي حوكم بشأنها بالتهمة المعلبة الجاهزة وهي معاداة السامية.
تأتي أهمية الأساطير العشر التي تعرض لها – ايلان بَبْي- أن بعضها ظهرت تُستخدم في حرب غزة. وحل الدولتيْن وحق الدفاع عن النفس أما عن غزة فقد وصفتها الوثائق الزائفة بأنها حاضنة الإرهاب، وأن انسحاب إسرائيل من القطاع كان بادرة سلام (عام 2005)، وأما عن حل الدولتيْن فهو بالنسبة لإسرائيل ذريعة سياسية تستخدمها حيثما يلزم؛ وأما عن حروبها المتكررة مع غزة فهي دفاع عن النفس.
وقد رسخت الوسائل الإعلامية هذه الادعاءات باعتبارها حقائق من جهة، ولتعبئة المجتمع الإسرائيلي بمشاعر القلق بأن الحرب مع غزة أو أي أطراف أخرى تظل واردة من جهة أخرى.
وتشير تلك الأساطير إلى أن مستقبل إسرائيل يتوقف على إيجاد واقع (جيوديموغرافي)، أي العمل بالأساليب قصيرة المدى، وأخرى بعيدة المدى، وتتمثل في آمرين أساسيين:
الأول: وجود أقل قدر ممكن من الفلسطينيين في فلسطين من النهر إلى البحر، أو ما يطلق عليه – فلسطين التاريخية.
والثاني: التوسع في إستلاب الأراضي الفلسطينية، أي تجريد شعب آخر يعيش على أرض فلسطين منذ وجودها مما يملك من أراضٍ ومساكن.
وفي المقالة الثانية سوف تُعرض الأساطير العشر التي اصطنعتها إسرائيل، وتفنيدها من وجهة نظر المؤرخ اليهودي (إيلان بَبْي).