عناءٌ ومواجهةٌ أردنية قاسية، طويلة الأمد، فادحة الثمن، لمواجهة طغيان وعدوان ووحشية الموجات الصهيونية السابقة والراهنة.
يقدم الأردن تضحيات جمة، بما لا يدانى، لا تقدم بلادنا المصالح على المبادئ، لكنها تضع المبادئ في كفّة والمصالح في الأخرى، على قاعدة الأردن أولاً، فالأردن القوي، سند قوي لأشقائه.
عنفوان ملكي صلب، مدعوم بعنفوان شعبي شامل، لمواجهة مشاريع التهجير القسري والاستيطان المحموم المتفاقم في الضفة الغربية المحتلة. فالعصابة الإسرائيلية الحاكمة لا تني تكشف عن نوايا الاستيطان في قطاع غزة المنكوب.
إن لهذا الدعم الأردني الهاشمي، أثمانا سيحين موعد أدائها، عندما يصحو كيان الاحتلال من صدمة 7 أكتوبر.
وبعد كل ما هو معروف، من الإسناد الملكي والحكومي والشعبي لقطاع غزة، يتنطع جاهلٌ وغافلٌ، فيعلن ويقرر أن على الأردن فتح الحدود للشباب الثائر الفائر، لمواجهة العدو الإسرائيلي !!
وإنه يلقي بشبابنا إلى التهلكة لا غير.
والمضحك ان الدعوة تجئ من "جنرالات آخر زمن"، الذين لا يميزون بين الرمانة والقنبلة اليدوية، وبين الرصاصة والميدالية، وفي نفس الوقت يعلنون ان الأردن دولةٌ ضعيفة هشّة، أو يطلقون اعلاناً "ليكودياً" مشبوهاً، هو أنه لا توجد دولة في الأردن !!
ذلك رغم ان الدول من حولنا تتهاوى، ويتفرد الأردن رأسخاً ثابتاً متقدماً، لا يتواني عن مواجهة التحديات التي تجبه الشقيق الفلسطيني حسب اقصى استطاعته.
يتنطع من يضطجع على الكنبة، ويمارس الانتقاص من مواقفنا و تضحيات شعبنا النبيل وجيشنا الأردني العربي. لمجرد ان شعبنا قرر الاحتفال بأبنائنا النشامى الذين قدّموا جهوداً خارقة فاخرة في تصفيات أمم أسيا بكرة القدم.
هؤلاء "المناضلون الجدد" كأنّ لهم في كل جبلٍ ومغارةٍ وصدعٍ، مجموعةٌ مسلحة مقاتلة، !!
( تتذكرون القذافي وعلي عبد الله صالح، اللذين طالب كل منهما بقطعة أرض على حدود فلسطين، لينطلقا منها لتحريرها !! ولكنهما لم يتمكنا من ضمان كرسيهما.
الهدف واضح: زج الأردن ودفعه نحو الصدع والفالق الفاغر، المتمثل في فتح الجبهة الأردنية، على امتدادها، مع الإحتلال الإسرائيلي، وجر الخراب على البلاد، لتلحق عمّان بغزة !!