تمرّ بنا الذكرى الثامنة والستون لتعريب قيادة الجيش الأردني-الجيش العربي المصطفوي، والأردن يواصل خطى التحديث والتطوير نحو أردن أكثرازدهارا واشراقا وتقدما في كافة المجالات، تمر بنا الذكرى والاردن يمضى قدما على سلّم المجد مع المئوية الثانية للدولة الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة حثيثة من لدن ولي عهده الامين سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، تمرّ بنا الذكرى والاردن ماض بتوجيهات ملكية واضحة وجليّة برؤى اصلاحية ثلاث: سياسية واقتصادية وادارية ترسم خارطة طريق لمستقبل اكثر اشراقا للاردن والأردنيين.
الذكرى الـ( 68) لتعريب قيادة الجيش مختلفة تماما هذا العام، فهي تمرّ بنا في ظروف استثنائية وتحديات تاريخية.. وكما كان تعريب قيادة الجيش في الأول من آذارعام 1956 بقرار اتخذه جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه قرارا تاريخيا.. فان قواتنا الباسلة اليوم والتي توالى على شرف قيادتها منذ ذلك الحين نخبة من خيار أبناء الوطن .. فان قواتنا الباسلة تواصل هذه الايام حربا تخوضها على عدّة جبهات تذود عن حياض وثرى الوطن الطاهر، فمن جبهة شمالية وشرقية تخوض فيها قواتنا الباسلة معارك ضروسا ضد عصابات المخدرات المدعومة من قوى اقليمية تحاول خاسئة النيل من هذا الوطن واغراقه بسموم تفتك بشبابه، الى قوات مسلحة تقف متراصّة على الحدود الغربية للحؤول دون أية مخططات خاسئة ودنيئة من متطرفين اسرائيليين صهاينة يخطّطون لتهجيرالفلسطينيين المتشبثين بأرضهم سواء في الضفة الغربية او في غزّة العزّة.. الى قوات مسلحة سطّرت بأحرف من نور مواقف يمليها عليها واجب الشهامة والكرامة - وهم أبطالها - وبتوجيهات من القائد الاعلى لقواتنا المسلحة جلالة الملك عبدالله الثاني بتنفيذ نحو 20 انزالا جويا - حتى يوم أمس- سواء على المستشفى الميداني العسكري الاردني، أو بانزال مساعدات على الأهل في غزة، وبالتعاون من دول شقيقة وصديقة وعلى طول سواحل غزة من شمالها وحتى جنوبها.
جيشنا العربي المصطفوي يا سادة هو جيش الكرامة، هو جيش جبلت دماؤه الزكية الطاهرة على أسوار القدس والاقصى وفي معظم التراب الفلسطيني الطاهر، وهو ما يمثّل اليوم موضع اعتزازوتقدير، ليس تجاه القضية الفلسطينية فحسب، بل ان الجيش الاردني الباسل بات يحظى باحترام وتقدير دول العالم من خلال حرفيته واخلاقياته وتدريبه وجاهزيته اعدادا وتسليحا رفيع المستوى.
ونحن نحتفل بالذكرى الـ(68) لتعريب الجيش، من المهم المرورسريعا على محطات مهمة في تاريخ هذا الجيش للتذكير بانجازاته العسكرية والانسانية والامنية.. وغير ذلك، ومنها على سبيل التذكيرلا الحصر:
-الانتصار للكرامة العربية في «معركة الكرامة» في 21 آذار1968.. وهو (الجيش العربي المصطفوي) الذي خاض نحو 39 معركة ضد القوات الإسرائيلية عام1948.
-المشاركة في مهام حفظ السلام الدولية منذ عام1961، بقوات أردنية منشرة في كافة أرجاء العالم موزعة على (38) دولة، وتتألف من قوات منتخبة لحفظ السلام على أشكال مختلفة من مستشفيات عسكرية أو سرايا حماية.
- بلغ حجم المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام للأمم المتحدة، والمستشفيات الميدانية إضافة إلى المهام الخاصة نحو (124230) ضابطا وفردا وذلك حتى بداية العام 2023.
-المشاركة في عدة حروب والمساهمة في الدفاع عن كثير من الدول.
- منذ العام 2012 وقواتنا الباسلة تبذل جهودا كبيرة في حماية الحدود الشمالية والشرقية للمملكة وإحباط كافة محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات والتسلل عبر الحدود.
-الدورالتنموي للقوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي بالمشاركة في تنفيذ المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية، والمشاركة في تخطيط المشاريع التنموية وتنفيذها.
- دورهام وفاعل لقواتنا المسلحة بمكافحة الارهاب بكافة صوره.
-اليوم وبمواجهة الحرب على غزة فان دور قواتنا المسلحة هوالأهم والاقوى والاوضح والاكثر نجاعة، بدءا من المستشفيات الميدانية في غزة والضفة والتي أمر باقامتها القائد الأعلى لقواتنا المسلحة جلالة الملك وبمتابعة مباشرة من سمو ولي العهد، اضافة لايصال المساعدات وليس انتهاء بالانزالات الجوية للمساعدات الطبية على المستشفى الميداني او المساعدات الانسانية على قطاع غزة.
كل ذلك لا يمثل سوى غيض من فيض، فمآثر قواتنا المسلحة عظيمة بعظمة قائدها وعظمة كل قطرة دم زكية في سبيل الدفاع عن الوطن وعن فلسطين وعن قضايا الامة.
- كل عام والقائد الاعلى الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الامين الامير الحسين بن عبدالله الثاني، والوطن بألف ألف خير.
- كل عام ونشامى القوات المسلحة منذ نشأتها وحتى اليوم، ونشامى المخابرات والامن العام والدفاع المدني، عاملين ومتقاعدين بألف ألف خير.