أوضح تقرير جديد صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أن تناول "الميلاتونين" من دون وصفة طبية تسبّب بدخول 11 ألف طفل إلى غرفة الطوارئ، في السنوات الأخيرة.
والميلاتونين هرمون ينتجه الدماغ استجابة للظلام، بغية تنظيم دورة النوم أو إيقاع الساعة البيولوجية.
وقد تساعد مكمّلات "الميلاتونين"، التي تباع في الغالب على شكل حلوى الصمغ، جميع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم، أو يرغبون بعلاج أو تجنب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
وفي التقرير الجديد، كشف باحثون من مراكز مكافحة الأمراض ولجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية، عن نقل أطفال تبلغ أعمارهم 5 سنوات وما دون إلى قسم الطوارئ، بين العامين 2019 و2022، بعد تناولهم الميلاتونين من دون وصفة طبية.
واستنادًا إلى 300 حالة تم تحديدها، قدّر الباحثون 10,930 زيارة لقسم الطوارئ خلال تلك الفترة الزمنية، وهو ما يُمثّل حوالي 7٪ من مجمل زيارات الطوارئ في الولايات المتحدة بسبب تعرّض الرضع والأطفال لأدوية غير خاضعة للرقابة.
وفي حين أنّ نوع "الميلاتونين" المستهلك لم يتم تحديده خلال معظم الزيارات، إلا أن التقرير يوضح أن الأطفال كانوا يتناولون المنتج بشكل دائم تقريبًا.
ويعتبر "الميلاتونين" مكمّلًا غذائيًا، ولا يتم تنظيمه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
ووجدت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة JAMA، أن حوالي 25 منتجًا من حلوى"الميلاتونين" تحتوي على مستويات خطيرة من الهرمون، فيما لا تحتوي منتجات أخرى على الميلاتونين، وإنما فقط على مادة الكانابيديول "CBD".
وكتب الباحثون في مراكز مكاقحة الأمراض والسيطرة عليها أن "هذه التناقضات في المكونات يمكن أن تُشكّل خطرًا إضافيًا" على الأطفال.
ومن المهم أن يحرص البالغون، الذين يتناولون هذه المنتجات ويعيشون مع أطفال، على شراء منتجات "الميلاتونين" ذات العبوات المقاومة للأطفال.
وأشار الوكالة إلى ارتفاع نسبة استخدام "الميلاتونين" بين البالغين في أمريكا منذ مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتزامن هذا الارتفاع مع زيادة بنسبة 420% في زيارات قسم الطوارئ، بسبب تناول الرضع والأطفال الصغار حلوى "الميلاتونين" من دون إشراف طبي، بين العامين 2009 و2020.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث حول أمان استخدام الأطفال لمُكمّلات "الميلاتونين".
ويبدو أن بعض الأطفال يستطيعون استخدامه بأمان على المدى القصير، بحسب ما أوضحه المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، وهو قسم من المعاهد الوطنية للصحة.
لكن، تبقى الجرعة المناسبة من حلوى "الميلاتونين" غير معروفة للأطفال، وما إذا كانت فوائدها تفوق مخاطرها المحتملة.
وأضاف المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية أن آثار الحلوى الجانبية الموثقة لدى الأطفال تشمل ما يلي:
النعاس و الصداع و زيادة التبول في الفراش أو التبول في المساء
واحتمالية حدوث تفاعلات ضارة مع الأدوية الموصوفة أحيانًا لعلاج الحساسية لدى الأطفال
وتؤكد الدكتورة كورا كوليت برونر، وهي أستاذة بقسم طب الأطفال في مستشفى سياتل للأطفال بجامعة واشنطن، على ضرورة استشارة الطبيب قبل منح "الميلاتونين" للأطفال.
وتابعت: "لا أحد يعرف عن آثاره طويلة المدى التي قد تؤثر على نمو طفلك وتطوره".
ولفتت إلى أنّ "التخلص من الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والتلفزيون، التي ينبعث منها الضوء الأزرق قبل ساعتين بالحد الأدنى من النوم سيعمل على استمرار إنتاجية الميلاتونين، وكذلك القراءة أو الاستماع إلى قصص ما قبل النوم في غرفة ذات إضاءة خافتة".