في لقاء تلفزيوني نادر من زمن الأبيض والأسود مع الفنان الراحل فريد شوقي الشهير بأدوار الأكشن والمعارك والملقب بـ "وحش الشاشة"، يقول بصدق وتأثر إنه يحتاج إلى الحب ولا يستطيع أن يعيش من غيره، فتداعبه ليلى رستم، أشهر مذيعات التلفزيون المصري في الستينيات، وتقول إنها كانت تتصور أن علاقته بالمرأة تتلخص في أن يصفعها بسبب تأخرها في إعداد العشاء، فيبتسم في أسى وقليل من الخجل ويقول: إنه يحب المرأة الذكية المتحدثة اللبقة ويبحث عنها.
وبعد رحيل آخر زوجاته سهير ترك في ساعة مبكرة من صباح الخميس، تبدو قصص الحب والزواج في حياة النجم الأشهر محاطة بكثير من التفاصيل الشيقة، وأيضا بعض الأسرار والغموض.
زواج عرفي
واللافت أن هناك تضاربا بين مؤرخي الفن وكتاب السيرة الذاتية في عدد زيجات فريد شوقي وإذا ما كانت خمسًا فقط أم سبع زيجات، ومن الواضح أن السبب يعود إلى أنه تزوج عرفيا لفترات قصيرة وبشكل عابر فاحتسب البعض تلك الزيجة أو الزيجتين، بينما أسقطها البعض الآخر من حساباته.
و تذكر الباحثة الدكتورة أمل الجمل في كتابها "وحش الشاشة – ملحمة السينما المصرية" أنه تزوج عرفيا في بدايات مشواره الفني من راقصة تدعى "سنية شوقي"، لكنها كانت شديدة الغيرة عليه بسبب المعجبات فانفصل عنها سريعا بناء على نصيحة الفنان يوسف وهبي، الذي أكد له أن تلك العلاقة سوف تتسبب في تعطيل مسيرته.
ولا تتوفر معلومات كثيرة حول زيجته الأولى وعمره 18 سنة فقط من زميلة له في المعهد الفني الذي كان يدرس فيه، وهي العلاقة التي لم تعمر طويلا. وبرر هو لاحقا سبب الزواج في تلك السن المبكرة للغاية بأنه كان يبحث عن "الدفء والحنان".
وتزوج بطل أفلام الحركة والإثارة من فنانة غير معروفة تدعى زينب عبد الهادي عندما وقفت أمامه في مسرحية " نهر الجنون" لتوفيق الحكيم، فوقع في غرامها على الفور لكنها لم تكن تبادله نفس المشاعر. هدد بالانتحار إن لم تتزوجه فوافقت أخيرا وأنجب منها ابنته "منى". وحين أراد الاستقالة من وظيفته الحكومية كمهندس في مصلحة الأملاك ليتفرغ للفن رفضت زوجته ووافقها، لكنه عاد وأصر على الاستقالة فخيرته بينها وبين الفن، فاختار الأخير وانفصل عنها.
ويعد ارتباط فريد شوقي بالفنانة هدى سلطان أحد أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني حيث أثمر فتاتين هما "ناهد " و"مها"، وصمد نحو 15 عاما، قدما خلالها العديد من الأفلام التي صارت لاحقا من عيون السينما المصرية مثل: "رصيف نمرة 5 "، و "جعلوني مجرما"، إلى أن انفصلا في الستينيات.
وتروي هدى سلطان كيف حدث التعارف بينهما في فيلم "حكم القوي"، عام 1951، الذي جمعها به في أول بطولة مطلقة لها، حيث لاحظت إعجابه ونظراته وتودده إليها. وتضيف: "كان الفيلم فرصة ليتقرب كل منا للآخر ونتبادل الحديث عن آلامنا وهمومنا، إلى أن التقت عواطفنا عند نقطة واحدة، ولما عرض عليّ الزواج كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم".
وكان سفره المتعدد إلى بيروت وتركيا سببا في وقوع الطلاق بينهما؛ حيث انتشرت شائعات قوية عن علاقات أقامها فريد شوقي هناك؛ ما جعلها تصر على الطلاق. واعتاد الفنان الشهير أن ينفي لاحقا في أحاديثه الإعلامية ما تردد حول تلك الواقعة.
و تعرّف "وحش الشاشة" على زوجته الأخيرة سهير ترك حين جاءت كفتاة معجبة إلى كواليس مسرحية "الدلوعة"، 1969، التي كان يقوم ببطولتها لتهنئه على دوره؛ فأعجب بها خصوصا حين لاحظ كيف أنها تحيط علما بمسيرته وأعماله.