ستة أشهر والأردن شعباً وملكاً وولي عهد وملكة وحكومة وجيشاً وقوات أمن، تكرس كل جهودها لتفكيك الأكاذيب والمزاعم الإسرائيلية، التي تحاول أن تتبرأ من جرائم الإبادة الجماعية، بزعم ان لها الحق في الدفاع عن النفس !!
بذل الملك يحفظه الله جهوداً خارقة في كل المحافل الدولية مُسخِراً علاقاته ومكانته وكل طاقات مملكته، لدعم الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم القاسية الراهنة.
لقد ابتكر الملك أسلوب إغاثة اشقائنا في قطاع غزة، تمثل في بناء جسر اغاثة جوي يومي، سرعان ما اجتذب معظم دول العالم، ليصبح هذا الجسر الذي كان بمثابة الحبل السري، تحالفاً دولياً مشهوداً، بقيادة الأردن، أمطر قطاع غزة بما تيسر من عون وامدادات، وفق الامكانيات المتاحة.
ناهيكم عن ايعاز جلالته بدعم المستشفى الميداني الأردني في غزة، وبناء مستشفى ميداني آخر في خان يونس، تولى سمو ولي العهد بنفسه، الإشراف على ايصال تجهيزاته، علاوة على الجهد الإعلامي الدولي المؤثر، المتمثل في مقابلتي جلالة الملكة مع ال سي إن إن، وخطابها ذي الأثر المدوي الحار في الدوحة.
ستة شهور مؤلمة مرت على شعبنا الذي لم تظل فيه قرية أو مدينة أو مخيماً الا وعبر عن سخطه على جرائم الإبادة الإسرائيلية، وتضامنه مع شعبنا الفلسطيني بكل الاشكال، وخاصة حملات التبرعات الرسمية والأهلية، وتوجيه جهود الهيئة الخيرية الهاشمية كلها إلى إغاثة الأشقاء الفلسطينيين.
وبعد كل ما قدمت مملكتنا، يطلع علينا مشككون بمواقفنا، في هتافات رخيصة مشبوهة، وتعليقات قذرة على منصات التواصل الاجتماعي، كشفت الأجهزة الأمنية انها موجهة من الخارج، وخاصة من الوحدة 8200 موساد، التي تغذي الطابور الخامس، المندس في صفوف ابنائنا المتظاهرين الساخطين، الذين يعبرون عن ضمير شعبنا بمنتهى الوعي والانضباط والوطنية.
يتم ذلك بالتوازي والتنسيق مع ما تطلقه وتحركه أدوات الميليشيات الطائفية التي لم تتوقف عن استهداف بلادنا وخاصة محاولات تهريب المخدرات المسلحة.
إن محاولات العبث الرخيص بمشاعر ابنائنا وحرفها عن هدف مواجهة العدو الصهيوني، هي التي يجب ان يتنبه لها شبابنا، بالتوازي مع تصدي الأمن العام لها وسحبها إلى المحاكم لتنال القصاص العادل.
سيظل هذا الوطن العربي العظيم مع قضية شعبنا العربي الفلسطيني العادلة ومع كفاحه حتى تتحرر فلسطين وتقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس الحبيبة.