يسرائيل هيوم: ما بدا كجرأة كبيرة من حزب الله، في رشقات من عشرات الصواريخ نحو بلدات ومدن شمال إسرائيل، ففي فهم مسؤولين إسرائيليين كبار، ليس بعد مبررا لحرب برية. ومع ذلك، لأول مرة يقول مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إنه بعد رفح ستكون عملية برية في الشمال: "تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم يستوجب حربا برية. هذا ما سنفعله بعد رفح، وليس بالتوازي”.
كلما مر الوقت وبدا أن التصريحات الإسرائيلية عن عملية واجبة في رفح لا تتطابق والواقع، تدعي محافل سابقة في جهاز الأمن بأنه لن يكون ممكنا تنفيذ الخطط الإسرائيلية. بزعمهم، بقدر ما تنزع الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل في الجبهة الدولية، هكذا تتضاءل تدريجيا الاحتمالات لعملية ذات مغزى في رفح.
غير أنه ليس لهذه التوقعات في هذه اللحظة شريك في القيادة السياسية الإسرائيلية. هناك، رئيس الوزراء نتنياهو وكذا وزير الدفاع غالنت، مثل الوزير غانتس، يعودون ويدعون بأنه لا مفر من عملية إسرائيلية في رفح وتصفية باقي كتائب حماس.
العملية في رفح كان يفترض بها أن تضغط حماس بصفة مخطوفين تخفف وضعها، لكن هذا الضغط لم يعطِ ثماره والمنظمة تتمترس في مواقفها.
في إسرائيل يقدرون بأن الأمر يرتبط بشكل مباشر في تراجع الدعم الأميركي لإسرائيل، والإيمان من جانب حماس بأنه بعد قليل سيهزم الضغط الدولي إسرائيل قبل أن تنطلق لتهزم المنظمة ورجالها.
رغم ذلك، من خلف الكواليس تتواصل المحادثات تحت النار، رغم عودة الوفد الإسرائيلي إلى البلاد في بداية الأسبوع. فهل ستنضج إلى صفقة؟
في القيادة السياسية قلقون من فقدان الدعم الأميركي، لكن ليس بثمن إعادة الخطط إلى الجارور. وكما نشر أول من أمس في موقع "إسرائيل اليوم”، في البيت الأبيض يبذلون جهودا منذ الآن لإعادة تنسيق وصول رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي والوزير رون ديرمر إليهم كي يعرضوا عليهما البدائل التي أعدوها لعملية واسعة في رفح.
وأفادت شبكة "ان.بي.سي”، أول من أمس، على لسان مصدر رسمي في الولايات المتحدة، بأن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو أبلغ البيت الأبيض رغبته في إعادة تحديد موعد اللقاء الذي ألغاه احتجاجا على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في الأمم المتحدة، لكن في المكتب سارعوا للنفي: "بخلاف ما نشر، رئيس الوزراء لم يقر سفر الوفد إلى واشنطن”.
مهما يكن من أمر، في البيت الأبيض يفهمون بأنه إلى أن يعرضوا تلك البدائل على رجال نتنياهو، لن يتمكنوا من منع خروج الخطة الإسرائيلية إلى حيز التنفيذ. غالنت، الذي يتواجد في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، تلقى هو الآخر استعراضا. لكن كما يذكر لأجل ربط نتنياهو بالفكرة سيتعين عليهم أن يقنعوا ديرمر وهنغبي أولا.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير "إن الرسالة للولايات المتحدة وللعالم مهمة من ناحيتنا – المرحلة الثالثة ليست نهاية الحرب، ولن يكون ممكنا هزيمة حماس من الجو. هذه أفكار 2006. نحن نعمل في هذه اللحظة في خانيونس والفرقة التي ستنهي العمل في خانيونس ستتوجه بعد ذلك إلى رفح”.
وعلى حد قوله، لن يكون ممكنا إخلاء الناس من رفح والسماح بالعملية العسكرية هناك قبل أن ينهي الجيش مهمته في خانيونس. رغم الضغط الدولي، أضاف "نحن نقوم بالعمل دون ساعة توقف”.
بالنسبة لمسألة محور فيلادلفيا، يبدو أنه في إسرائيل لم يتخذ بعد القرار رغم التنسيقات بين الولايات المتحدة ومصر في الموضوع.
وقالت مصادر في الكابينت إنه توجد بضعة بدائل للعملية في الجانب الجنوبي لضمان وقف التهريب، لكنه لم يتخذ القرار في كيفية العمل بعد. مثل هذا القرار سيتخذ، كما يقولون هناك، فقط بعد أن تنتهي عملية القضاء على كتائب حماس في رفح.
وعلى مسألة الدعم الأميركي، تكرر المصادر المطلعة على سياق اتخاذ القرارات، فتقول: "كان بودنا أن يتواصل الدعم لنا في المؤسسات الدولية، لكن سنعمل حتى من دونه”.