تثير نهاية المهمة العسكرية لمجموعة تنمية الجنوب الأفريقي "SADC" في موزمبيق، المقررة بحلول يونيو/حزيران عام 2024، تساؤلات حول مدى قدرة البعثات إلى القارة السمراء في تحقيق الاستقرار، والحد من نفوذ الجماعات المتشددة.
ونشرت "SADC" في موزمبيق، صيف العام 2021، لمحاربة "المتمردين" الذين يرهبون مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية منذ العام 2017.
وأجبرت العديد من البعثات سواء الأممية أو الدولية التي أرسلت بغرض تحقيق الاستقرار في دول أفريقية على مغادرة تلك الدول، دون ترك أثر ملموس على الأرض.
ولعل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما" أبرز مثال، حيث غادرت البعثة دون أن تتوقف الهجمات الدامية التي تستهدف الجيش المالي والسكان، رغم بقائها لمدة 10 أعوام في هذا البلد الواقع في الساحل الأفريقي.
وفي موزمبيق، كان تمرد المتشددين، الذي قامت به جماعة تطلق على نفسها الآن اسم "السنة"، ينتشر بسرعة في مقاطعة كابو ديلجادو منذ أواخر العام 2019.
وكانت الدول الأعضاء في "SADC" تمارس ضغوطًا على الحكومة الموزمبيقية للسماح بتدخل عسكري إقليمي لمنع انتشار التمرد في المنطقة.
وكانت هذه الدول تخشى أن يحصل تنظيم داعش، الذي ينتمي إليه المتشددون، على رأس جسر يمكنهم من خلاله توسيع عملياتهم.
وأُجبر أكثر من 850 ألف مدني على الفرار من منازلهم بعد الهجمات العنيفة التي شنها المتشددون.
وقال الخبير العسكري المالي، عمرو ديالو، إن "هذه البعثات عادة ما تكون عملياتها محدودة، وذلك لعدة أسباب، أهمها فقدانها لأسلحة قادرة على إحداث فرق مع الجماعات المسلحة والمتشددة الأخرى، التي أصبحت تملك أسلحة متطورة استولت عليها خلال معارك مع الجيوش النظامية في أفريقيا، أو حصلت عليها بطرق أخرى مثل التهريب".
وتابع ديالو، في حديث صحفي": "يمكن بالفعل القول إن البعثات التي يتم إيفادها إلى أفريقيا قد فشلت في أداء دورها، لكن هذا الفشل مرتبط بنقص الإمكانيات، وليس بالبعثة نفسها، فمعظم البعثات سواء في النيجر أو مالي أو أفريقيا الوسطى أو موزمبيق لديها قوات، لكنها تفتقد للإمكانيات".
وأُجبر أكثر من 850 ألف مدني على الفرار من منازلهم بعد الهجمات العنيفة التي شنها المتشددون.
وقال الخبير العسكري المالي، عمرو ديالو، إن "هذه البعثات عادة ما تكون عملياتها محدودة، وذلك لعدة أسباب، أهمها فقدانها لأسلحة قادرة على إحداث فرق مع الجماعات المسلحة والمتشددة الأخرى، التي أصبحت تملك أسلحة متطورة استولت عليها خلال معارك مع الجيوش النظامية في أفريقيا، أو حصلت عليها بطرق أخرى مثل التهريب".
وتابع ديالو، في حديث صحفي: "يمكن بالفعل القول إن البعثات التي يتم إيفادها إلى أفريقيا قد فشلت في أداء دورها، لكن هذا الفشل مرتبط بنقص الإمكانيات، وليس بالبعثة نفسها، فمعظم البعثات سواء في النيجر أو مالي أو أفريقيا الوسطى أو موزمبيق لديها قوات، لكنها تفتقد للإمكانيات".
أما المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، جيروم بونيه، قال إن "فشل البعثات التي يتم إرسالها إلى القارة الأفريقية مرتبط ليس فقط بالإمكانيات، بل حتى بالإرادة نفسها، فأحيانًا كثيرة لا نجد تعاونًا من قبل السكان المحليين والجيوش النظامية مع هذه البعثات، الأمر الذي يعطل مهامها".
وأوضح بونيه، في حديث صحفي، أن "هناك روابط قبلية واجتماعية وحتى مصالح تمنع هؤلاء السكان وحتى الجيوش من التعاون مع البعثات للإبلاغ عن أماكن اختباء المتشددين أو المسلحين، إلى جانب عوامل ضغط إضافية كالتضاريس والمناخ في القارة الأفريقية".
وأشار إلى أن "انسحاب ما تبقى من بعثات أممية ودولية في أفريقيا سيفتح الأبواب أمام تعاون لا محدود مع دول أخرى، مثل روسيا، خاصة أن هناك من يراهن على أن الشراكة مع موسكو أفضل بكثير من بقية الشراكات".