هدَّدت الأحزاب الحريدية الائتلافية في إسرائيل بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، حال تمرير قانون التجنيد بصيغته الجديدة، والتي تحتم إلحاق أبناء هذا القطاع بالخدمة الإلزامية، وفق ما ذكرته صحيفة "يسرائيل هايوم"، مساء السبت.
ونقلت الصحيفة تأكيد حزبي "يهدوت هاتوراه" و"شاس" المتشددين دينيًا، خلال اجتماع عُقِد في مجمع الهيئات الحكومية "الكرياه" في تل أبيب خلال الأيام الأخيرة، أنهما سيسقطان الحكومة لو أصرت على تمرير القانون.
وعُقِد الاجتماع بين ممثلي الحزبين وبين مندوبين من قبل وزير الدفاع، يوآف غالانت، وعضو مجلس الحرب، الوزير بلا حقيبة بيني غانتس.
ويمثل التيارات الحريدية البالغ تعدادها قرابة مليون و300 ألف نسمة بالكنيست والحكومة، حزب "يهدوت هاتوراه"، ممثل الحريديم الأشكنازي، ويمتلك 7 مقاعد بالكنيست، و"شاس" ممثل الحريديم الشرقيين، ويمتلك 11 مقعدًا بالكنيست، بإجمالي 18 نائبًا.
وعُقِد الاجتماع المشار إليه بعد أن أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارًا بتجميد تمويل جزء من المدارس الدينية التي يدرس بها الطلاب المتشددون دينيًا، التي تعد ذريعة لإعفائهم من الخدمة الإلزامية بالجيش.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في حزب "يهدوت هاتوراه"، قوله إن "مجرد عقد الاجتماع تطور إيجابي بعد فترة من القطيعة، تجاهل خلالها شركاء الائتلاف موقف الشارع الحريدي، ولم يقدموا أي مقترحات لحل الأزمة".
لكنه حذر من غياب المبادرة من جانب الحكومة، وقال إنها مسألة وقت فقط، قبل أن يبدأ الجيش في استدعاء شباب المدارس الدينية.
وأضاف المصدر: "يكفي أن يلقوا القبض على شاب أو اثنين فقط، ووقتها ربما تصدر فتوى من حاخامات إسرائيل بالاستقالة من الحكومة التي تسمح باعتقال شباب المدارس الدينية".
وأوضح أن "المحكمة قررت تجميد المخصصات المالية لدارسي التوراة بشكل جزئي، فماذا تبقى لنا؟".
إذًا هي الحرب
ومضى المصدر قائلًا: "هناك محللون يثرثرون ويقولون إن نواب الكنيست الحريديم في حالة عجز، لكن في اللحظة التي تصدر فيها الأوامر من قادة القطاع الحريدي بالاستقالة، فإن "يهدوت هاتوراه" لن يبقى في هذه الحكومة، والأمر ذاته قد يحدث بالنسبة لحزب "شاس"".
بدوره، أكد مصدر آخر في "يهدوت هاتوراه"، لـ"يسرائيل هايوم"، أنه "في حال عدم الوصول إلى تسوية متفق عليها، فإنها الحرب إذًا، لن نسمح بتجنيد شاب حريدي واحد بالقوة".
ويدرس آلاف الطلاب الحريديم في مدارس دينية "يشيڨوت" تمولها الحكومة، حيث يحصل كل طالب على 400 إلى 500 شيكل أسبوعيًا نظير تفرغه للدراسة الدينية، فيما يرتفع المبلغ بين 600 إلى 800 شيكل شهريًا للمتزوج.
ويرفض المتشددون دينيًا الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، وكانوا قد دخلوا في صدام عنيف، الأحد الماضي، مع متظاهرين علمانيين داعين لتجنيدهم، احتشدوا قرب معقلهم في حي "مائة شعاريم" بالقدس المحتلة، وأحرق أحد الحريديم علم إسرائيل.