بعد أيام من إلغاء النيجر اتفاق التعاون مع الولايات المتحدة الذي سمح لـ 1100 جندي أمريكي بالتواجد في نيامي، بدأت تسري تكهنات بشأن توجه السلطات النيجرية إلى استدعاء قوات روسية للانتشار على الأرض لمواجهة الجماعات المسلحة، سواء تلك التي لها خلفية جهادية أو تمرد.
وكشفت تقارير غربية أن هناك مفاوضات متقدمة بين النيجر وروسيا؛ من أجل إبرام صفقة تدعم من خلالها موسكو جهود نيامي لمكافحة الجماعات المسلحة، من دون توضيح ما إذا كان هذا الدعم سيتمثل في قوات جماعة "فاغنر" أم قوات نظامية روسية.
وفي 27 من الشهر الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية مع زعيم المجلس العسكري في النيجر عبد الرحمن تياني، تناولت تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
وبشأن تلك التوجهات، قال المحلل السياسي النيجري محمد سنوسي إن ما يجري تسريبه عن استقدام قوات روسية هو محاولة لجس نبض الغرب وردة فعله، رغم أن السلطات لم تعد تعنيها ردة الفعل هذه، خاصة بعد تجاوزها للعقوبات التي تم فرضها منذ الانقلاب في 26 يوليو/تموز 2021.
لكنه توقع، في تصريح صحفي، أن تستدعي النيجر قوات روسية، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتضح من حالة عدم التردد في الإعلان عن محادثات مع بوتين، وأضاف: "لم تعد السلطات الانتقالية في البلاد تخشى إعلان تقاربها مع روسيا، وهي متناغمة في ذلك مع حلفائها الإقليميين، في مالي وبوركينافاسو، اللتين تستعينان بروسيا منذ سنوات".
ورجح المحلل السياسي صدور القرار النيجري، بشأن استقدام قوات روسية، في غضون أسابيع، خصوصا وأن هناك محادثات بالفعل، لافتا إلى أن التواجد الروسي في الساحل الأفريقي لم يعد كما هو الحال عليه في السابق بعيدا عن الأنظار.
وأكد أن الوجود الروسي أصبح واضحا للعيان، مثل ما حدث في مالي عندما سيطر الجيش على كيدال خرجت قوات فاغنر ولوّحت براياتها على القلعة.
بدوره، رأى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية شيخاني ولد الشيخ أن كل الخطوات النيجرية والتصعيد مع تكتلات إقليمية، مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، تنبىء بالفعل بتوجه لإقامة تحالف مع روسيا".
وبيّن، في تصريح ، أن "هذا التحالف سيعني هيمنة مطلقة لموسكو على منطقة الساحل الإفريقي، خاصة في ظل تقارب تشاد وروسيا".
وأردف بالقول: "المشكلة ليست في التواجد في حد ذاته؛ فهذا حق لأي بلد أن يكون له تعاون إقليمي أو ثنائي، لكن المشكلة في النجاعة والقدرة على شل قدرات الجماعات المسلحة"، مبينا أنه ورغم خبرة جماعة فاغنر إلا أن بعض النتائج التي تحققها في إفريقيا، سواء في مالي أو بوركينافاسو أو غيرهما، مخيّب للآمال.