أود أن أقول بأن من روائع الفكر القول بأن القلوب كالأبواب تحتاج مفاتيح ، وخير مفاتيح القلوب هو حسُن الخُلق. ومن السمات العالية لحسن الخلق المحافظة على الصداقة الحقيقية التي تكون كالعلاقة بين العين واليد إذا تألمت اليد دمعت العين ، وإذا دمعت العين مسحتها اليد. فصحبة الأخيار تورث الخير، هكذا هُم الأصدقاء الأوفياء الذين يمثلون شفاء للروح، وهم من يكونون بجانبنا في أوقات حزننا قبل فرحنا، يساندوننا في أوقاتنا الصعبة ، ويقدمون النصحية المناسبة، والأفضل لنا، وتمر السنين، والأيام ولا يبدلهم الزمان، نحيا بهم، فمن حقهم علينا البر بهم أن نعبر عن محبتنا لهم بكلمات جميلة نابعة من القلب تليق بكانتهم، فنحن أغنياء لأننا عندنا أصدقاء أوفياء أمثالكم ، فالأصدقاء هم شروق الشمس في هذه الحياة. فالصداقة معكم كالمظلة كلما اشتد المطر ازدادت الحاجة لها، هكذا أنتم في ميزان العلماء الكبار لانستغني عنكم، فأنتم مظلتنا في الشتاء تقينا من المطر، ومظلتنا في الصيف تقينا من حرارة الشمس فالصداقة معكم لا تغيب مثلما تغيب الشمس والقمر.. فنقول في حضرتكم بأن الغائبون يظنون أننا لا نراهم..هُم لا يعلمون أن للقلب عينان...الأولى حنين ...والأخرى إنتظار...فنقول لكم لا بدّ لشعلة الأمل أن تضيء ظلمات اليأس ولا بدّ لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل.. علينا أن لا نيأس...فأذا فشلتم في تحقيق أحلامكم فغيروا أساليبكم وليس مبادئكم ، فالاشجار تغير أوراقها وليس جذورها...هذه القيم والمعاني والعبر والمواعظ وجدناها في سيرتكم العطرة مما جعلتنا نقرأها كفريضه نتعلم ونأخذ منها الصبر ثم الصبر ثم الصبر حتى ينبلج فجر جديد مليء بالأمل والتفاؤل ..هكذا نتعلم من تاريخ العظماء أمثالكم أصحاب البصمات المميزة في تقوية العزائم والمعنويات ، فعند قراءة سيرتكم ترتوي أرواحنا ، وتتفتح عقولنا ، ومنكم نعرف طريق الخير. ونقول ونحن في قمة السعادة والزهو بان قراءة سيرتكم آمّنت لنا مدارج الإنطلاق من خلال العتبات الآمنة نحو الصعود إلى فضاء المعرفة...ففي سيرتكم وصفات النجاح في شحد الهمم ورفع المعنويات، فإنسانيتكم علمتنا الحياة في جبر الخواطر ورسم الأبتسامة على الوجوه لتعود إليها النظارة والجمال ، والوفاء بين الأصدقاء ، فنعلن للعالم بأن الصداقة معكم زهرة بيضاء تنبت في القلب، وتتفتح في القلب، ولكنّها لن تذبل. تلك هي الروعة والقدوة التي نبحث عنها فوجدناها في حواضركم العامرة..فصداقتكم وسام نضعه على صدورنا ، فأنتم من الناس الأوفياء والشرفاء ومن الشيوخ والنبلاء، ومن كبار العلماء العظام الذين نتفاخر بهم ، فصداقتنا معكم مترفعة عن كل المصالح والمنافع التي تشبه السلع الاستهلاكية تنتهي بانتهاء صلاحيتها، صداقتنا معكم هي أكسجين الحياة والهواء والماء والغذاء والدواء، فبهم تستمر الحياة، هكذا أنتم الماء والهواء للحياه....
صباح الخير والأنوار لمقامكم الرفيع الذي تباهى التاريخ في تدوين إسمكم بالحروف الذهبية في صفحات أهل المجد والمرجعيات الفقهية والفكرية.. والشهامة..فطوبى لنا بهذه الأيقونة العجيبة في عظمة انجازاتها التي لا نستطيع حصرها في كلمات وعبارات ونثر وشعر...فالكبير إسمه يدل عليه...فأذا وصفته قد تنقصهُ حقهُ *لذلك فأننا من عادتنا نتجنب وصف العظماء الكبار أمثالكم، وعادة في وصف الكبار لا نضع نقطة في نهاية السطر، بل نضع فواصل لتبقى سيرتكم العطرة حيه على ألسن الناس كل يوم لها وصف وذكر وأيه تُحكى وتُقال...!!*
صباح الخير والأنوار والمسرات والبركات وراحة البال أتمناها لكم. ...