كانت الرعاية الهاشمية وتأكيدها على دور المرأة في نهضة الأردن الحديث هي العنوان الأبرز في تاريخ الوطن ، فقد تبوأت المرأة المكانة إلى جانب شقيقها الرجل فأصبحت وزيرة ومديرة دائرة وقاضية وحاكمة إدارية وفي السلك العسكري والأمني كقادة ميدان وعمليات ، وهذا كله ينبع من المراهنة الرابحة على الإنسان ومكانته لثراء وقوة الأردن في مقولة الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله "الإنسان أغلى ما نملك".
والمفرق كمثل شقيقاتها المحافظات الأخرى كانت هذه الرعاية مميزة بالنظر للمساحة الكبيرة والمسافات الشاسعة عن مركز المحافظة، وتباعد المواقع السكانية ورغم ذلك استطاعت المرأة في هذه المحافظة اثبات نفسها رغم الصعوبات المختلفة، فكان لها مقعدها على مقاعد الدراسة الجامعية وفي ساحات العمل العام والخاص خصوصًا وأن بعضهم استطاع تذليل الصعاب وجعلها حوافز وروافع للعمل وبث المعنوية العالية فكانت هناك قصص النجاح المميزة على مستوى الوطن خاصة في مجال مساعدة الأسرة مادياً والنهوض بالمجتمع المحلي وجعله مجتمعاً منتجاً له مكانة على الساحة الوطنية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية .
جاء التكريم الملكي لسيدات المفرق في زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الأخيرة ،تأكيداً على اهتمام جلالته بالتميز في العمل الذي ينهض بالمجتمع المحلي، حيث أعطى هذا الاهتمام الملكي الدفعة الاقوى للسيدة المفرقاوية أن سيد البلاد متابع لكل جميل واتقان في الأداء والعمل وهو المعيار الذي اقرته القيادة الهاشمية، فالانجاز هو المعيار بعيدا عن اي حسابات أخرى، وهي رسالة للقطاع الخاص أن يتبوأ مكانة في هذه المحافظة التي تزخر بكثير من الاستثمارات والتي وضعت خدمة المجتمع المحلي كشريك لها لعملها وقوة لدفع مسيرتها الاقتصادية بعيداً عن الاقتصار على حسابات الربح والخسارة الآنية.
المفرق تستحق كل جميل متمثل بعطاء أبنائها وبناتها فاضحوا هنا قصة نجاح وتميزعلى مستوى الوطن، وهم الذين جعلوا من الصعوبات وقوى الشد العكسي حوافز لإثبات الذات وبناء قصص النجاح.