نضال المرأة لكسب حقوقها المهدورة ولاثبات وجودها في عالم طبقي أبوي ذكوري رأسمالي كلمة الرجل فيه هي السائدة في كل العالم معروف منذ الازل، ومما لاشك فيه ان نضال المرأة في الشرق كان الثمن فيه ذو ضراوة كبيرة و ضرائبه تكبدت حياة الكثير من النساء ومن هؤلاء النسوة ، المرأة الكردية التي بدأت اليوم شيئا ما تحصد ما زرعنه جداتهن من بذور التحرر من العبودية والرجعية لا ننسى الانجاز الكبير الذي حققنه اربع نساء كرديات من خلال دخول قائمة اقوى( ١٠٠) أمرأة تأثيراً في العالم في العام ٢٠٢٢
وكانت احداهن ممرضة من السليمانية تدعى " نيكار مارف " التي عملت لمدة ٢٥ عاماً في قسم الحروق لتعالج النساء اللاتي يحرقن انفسهن جراء الاضطهاد داخل الاسرة و المجتمع والذي لا يتجاوز عمر اغلبهن ال١٦ عاماً، ..
المرأة الكردية تحمل داخلها عنفوان الجبل وصلابته فالكرد بنحدرون من هذه المناطق في العراق وايران وتركيا وتميزوا بالقوة والجد والكد منذ القدم فلم يقتصر الامر على الجهد الجسدي في الاسرة فحسب وانما خرجن ليشكلن جماعات تدافع عن حقوقهن في المجتمع وخصوصاً في تعديل قوانين الزواج المدني وجرائم الشرف التي حصدت المئات من الارواح البريئة وبذلك عززت دورها ومكانتها في مواطن القوة في البرلمان واصبحت مقاعدها تتصدر اجتماعات المجلس بل تجاوزت ذلك لتصبح هي في موقع القرار دون خوف من الاعين المتربصة والالسن المتصوبة نحوها وفي نفس السياق لا تخجل من ان تكون العاملة والبائعة والمنتجة في عالم شرق أوسطي ينظر للمرأة على انها اداة للانجاب والكنس والمسح فقط لا غير لتكون هي حاملة شعلة النصر لبنات جنسها . منذ القرن السادس عشر الميلادي في عام 1597 ، كتب الأمير شرف الدين بتليسي كتابًا بعنوان «شرف نامه» وبالعربية تعني «رسالة شرف»، والذي يشير إلى نساء الطبقة الحاكمة من ملّاكي الأراضي في الإمارات الكردية آنذاك، واستبعادهن من الحياة العامة، وممارستهن سلطة الدولة فقط. ويقول الكتاب إن كرد الإمبراطورية العثمانية الذين يتبعون التقاليد الإسلامية وسنّتها، يأخذون أربع زوجات، وإذا استطاعوا ذلك، فإنهم يستخدمون أربع خادمات أو فتيات كـ عبيد كما ذكر شرف الدين بتليسي في كتابه، ثلاث نساء كرديات يتولينَّ السلطة في إمارات الدولة الكردية بعد وفاة أزواجهن من أجل نقلها إلى أبنائهن عند بلوغهم سن الرشد. و في أواخر القرن التاسع عشر كانت السيدة حليمة خانم من هكاري هي حاكمة ولاية «باش كالا» إلى أن أُجبرت على الاستسلام للحكومة العثمانية بعد قمع ثورة بدرخان في عام 1847. وفي عام 1909 شَغَلت امرأة كردية شابة تدعى فاطمة منصب حاكِمة لقبيلة إزدينان الكردية. وخلال الحرب العالمية الاولى تفاوضت القوات الروسية على ممر آمن عبر منطقة تابعة لقبيلة كردية حيث تحكم المنطقة سيدة كردية تدعى مريم من عائلة نهري الشهيرة، والتي كانت تمتلك سلطة كبيرة بين أتباعها، وفقًا لباسيلي نيكيتين. وكانت السيدة «عديلة خانم»، حاكمة حلبجة آنذاك، تمارس نفوذًا كبيرًا في شؤون قبيلة «الجاف» في سهل شهرزور على الحدود التركية الإيرانية
كانت السيدة عديلة خانم، التي أطلق عليها اسم«أميرة الشجعان» من قبل البريطانيين، حاكمةً شهيرة وشديدة لقبيلة جاف، إحدى أكبر القبائل الكردية، إن لم تكن أكبر القبائل الأصلية في منطقة زاغروس، المقسمة بين إيران والعراق. ويذكر أن «عادلة خانم» هي من عائلة «ساهيبقيران» الأرستقراطية الشهيرة.
في عام 1993، قال مارتن فان برويسين إن المجتمع الكردي كان معروفًا كمجتمع يهيمن عليه الذكور، ولكننا نجد أيضًا حالات أن تصبح النساء الكرد قادة سياسيين مهمين،و لايزال النضال مستمر الى يومنا هذا لتحرير المرأة من اغلال القهر والقمع السياسي والاجتماعي والديني والاقتصادي بأسم العادات والتقاليد والهيمنة الذكورية على القوة الناعمة التي لن ينهض العالم من تراجعه دون اناملها الذهبية التي اينما حلت يحل الابداع والجمال والخير.
وغير هذا وذاك اليوم نشاهد في كل المناطق الكردية مساهمة المرأة في دعم اقتصاد السوق والأسرة من خلال عملٍ مبدع ومضني في تجفيف الفواكه وعمل الحلويات المتنوعة من نتاجات مزارعها وفتح المطاعم وادارتها كما لاحظت خلال تجوالي ومتابعتي لجهودهن المباركة في كركوك والسليمانية يبدعن في عمل كل انواع الخبز الهورامي والرقاق وانواع اخرى لتثبت ان العمل هو الهوية والشرف حتى لو لم تدرس أو تحمل شهادة علمية وخير دليل افتتاح مخبوزات "ئامينة خانم ) في منطقة رحيم آوه بكركوك التي تتميز بالنكهة الكردية في ما تصنعه من ما تجود يدها وابداعاتها اضافة الى السيدة خجى خانم في السليمانية بنفس الاسلوب..
تحية لكل نساء الكرد المبدعات اللاتي يصنعن للوطن راية ترفرف على جباله الأشم