منذ بداية الحرب، تضع حماس خطة بديلة موضع التنفيذ؛ تنفذها كتيبتان يتنقلان بين السكان، دون سلاح.
ومستندة إلى معلومات استخبارية إسرائيلية، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "تستعد حماس لخطة إسرائيلية لتفكيك جميع كتائب جناحها العسكري، وتحقيقا لهذه الغاية، أعدت الحركة خطتها الخاصة، التي تستند إلى كتيبتين ستكونان قوة مستقبلية ومحركا لاستعادة قدرات الحركة العسكرية".
وأضافت التقديرات الإسرائيلية: "تم ذلك بهدف فرض الحكم في قطاع غزة في اليوم الذي تنتهي فيه الحرب".
ووفقا لذلك فإن "الكتيبتين ستكونان قوة محورية في استعادة قدراتها العسكرية والسيطرة على الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب".
وأضافت: "تتضمن الخطة إنشاء كتيبة في دير البلح وأخرى في خان يونس، وقد صدرت لهما تعليمات بعدم المشاركة قدر الإمكان في القتال للحفاظ على قدرتهما على أن تكونا قوة احتياطية للسيطرة الأمنية المستقبلية على قطاع غزة".
وأضافت: "خلال المناورة البرية الإسرائيلية التي جرت في خان يونس، تم نقل الكتيبة الموجودة هناك إلى رفح لتجنب الأذى أثناء القتال".
وتابعت: "توجه مسلحو الكتيبة جنوبا تحت غطاء مدني واندمجوا في صفوف السكان، وعندما انتهت المناورة في خان يونس وبدأت العملية في رفح عادوا إلى الشمال من المدينة".
وجاء الكشف عن هذه المعلومات بعد الكشف عن وثيقة أعدتها الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية توقعت خطوات "حماس" الهجومية.
ويعود تاريخ الوثيقة الى منتصف شهر سبتمبر/أيلول 2023 أي قبل 3 أسابيع من هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول والذي فاجأ إسرائيل.
إلا أن هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تأخذ الوثيقة على محمل الجد وبالتالي وقع الهجوم على بلدات قطاع غزة وفاجأ إسرائيل.
وتحت عنوان "تدريبات تفصيلية على المداهمات من النهاية إلى النهاية"، تصف الوثيقة سلسلة من التدريبات التي نفذتها وحدات النخبة التابعة لحماس.
وتشمل هذه التدريبات مهاجمة البلدات الإسرائيلية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، واختطاف جنود ومدنيين، وتعليمات حول كيفية احتجاز المختطفين والاعتناء بهم عندما يكونون في أراضي قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "الوثيقة كانت معروفة لقيادة الاستخبارات وعلى الأقل لقيادة غزة بالجيش الإسرائيلي" لكن "السلطات المختصة في الجيش تجاهلت الوثيقة تماما"
وأضافت: "وصف معد الوثيقة بالتفصيل سلسلة التدريبات التي كانت تنفذها وحدات النخبة التابعة لحماس والتي تدربت فيها على مداهمة المواقع العسكرية والكيبوتسات وكيفية اختطاف الجنود والمدنيين، وحتى تعليمات حول كيفية احتجاز وحراسة المختطفين أثناء وجودهم داخل قطاع غزة".
وتابعت: "وفقا للوثيقة، فإن الخطوة الأولى في التدريبات استعدادا للهجوم هي فتح ثغرات في موقع وهمي للجيش تم بناؤه في قطاع غزة يحاكي المواقع بالقرب من القطاع، وتم تنفيذ التمرين من قبل أربع سرايا، وتم إعطاء كل سرية موقعا مختلفًا".
يذكر أن العديد من السياسيين والأمنيين والعسكريين في إسرائيل وصفوا هجوم حماس بأنه "فشل استخباري كبير".
ومع بداية الحرب، قدر الجيش الإسرائيلي إن لدى "حماس" نحو 30 ألف عسكري ثم أشار خلال الحرب إلى أنه "تم قتل ثلث إلى نصف هذه القوة".
وليس من الواضح إذا ما كانت حماس جندت المزيد من العناصر خلال الحرب.