أدت الحرب المندلعة في السودان منذ منتصف نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى نشوء "أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم".
وأفادت منظمة الهجرة الدولية، الشهر الحالي، بأن السودان لديه أكثر من عشرة ملايين نازح داخل البلاد، واصفة الوضع بأنه استمرار لـ"أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم".
وأوضحت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين في جميع أنحاء البلاد بلغ منذ اندلاع الحرب 7.26 ملايين شخص، ليضاف إلى 2.83 مليون نازح قبل الحرب.
وفر قرابة 1.8 مليون سوداني إلى خارج بلدهم منذ بدء الحرب، وفق الأمم المتحدة.
وتحدث تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن وجود 10.8 ملايين شخص ممن نزحوا من منازلهم في السودان مع نهاية عام 2023.
ويشير تقرير الاتجاهات العالمية، إلى اضطرار قرابة 9.1 ملايين شخص للنزوح داخل السودان بما في ذلك أولئك النازحون بسبب الصراعات السابقة، وهو أكبر عدد من النازحين داخليا أفيد عنه على الإطلاق، تليه سوريا 7.2 ملايين، وجمهورية الكونغو الديمقراطية 6.7 مليون، في نهاية عام 2023.
يوجد في السودان الآن أكبر عدد من السكان النازحين داخلياً جرى الإبلاغ عنه على الإطلاق تقرير الاتجاهات العالمية
يوجد في السودان الآن أكبر عدد من السكان النازحين داخلياً جرى الإبلاغ عنه على الإطلاق تقرير الاتجاهات العالمية
وقبل الحرب التي اندلعت في 2023، كان السودان يستضيف أيضا قرابة مليون لاجئ، معظمهم من إريتريا وجنوب السودان وسوريا، وأجبر الصراع العديد منهم إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية أو الانتقال إلى بلدان أخرى.
"عالق في جحيم"
لا يزال آلاف الأشخاص يضطرون للنزوح في السودان يومياً، وينتشر الجوع على نطاق واسع، حيث يواجه 20 مليون شخص (42% من مجموع السكان) مخاطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب فرانس برس.
وندّد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الخميس بالعدد المتزايد من النازحين واللاجئين في كل أنحاء العالم بسبب الحروب، مضيفاً: "فات الأوان بالنسبة إلى عشرات الآلاف من الأشخاص الذين قتلوا في غزة وأوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار والعديد من الأماكن الأخرى (...) لكن لم يفت الأوان بعد لمحاولة إنقاذ ملايين آخرين من ويلات الحرب".
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة، لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي، إن الشعب السوداني "عالق في جحيم" من أعمال العنف يُضاف إليه خطر مجاعة متفاقم، وذكرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمانتين نكويتا سلامي "بعد استمرار الحرب لأكثر من عام، أصبح شعب السودان محاصراً في جحيم من العنف الوحشي، المجاعة تقترب، والمرض يقترب، والقتال يقترب، ولا يوجد أي مخرج في الأفق".المملكة