2025-01-22 - الأربعاء
الدرادكــــــــــــــــة يكتب أهمية القيادة في قوة الدولة. nayrouz مستشفى المقاصد: 713 مريضا استفاد من اليوم الطبي المجاني في مادبا nayrouz نقابة الأطباء تعقد مؤتمرا لإغاثة القطاع الصحي في غزة nayrouz " الاقتصاد النيابية" تناقش مشروع قانون الإحصاءات العامة لعام 2024" nayrouz مؤسسة الملكة علياء للسمع والنطق تقدم 1409 خدمات متنوعة في 2024 nayrouz "البر والإحسان" وشركة تطوير العقبة تنفدان حملة شتاء دافئ nayrouz "التنمية الاجتماعية" و"المعونة الوطنية" يوقعان اتفاقية تعاون مع برنامج الأغذية العالمي nayrouz الامير علي بن الحسين يزور متحف الدبابات الملكي...صور nayrouz السفينة الإيطالية "أميريغو فيسبوتشي" تزور العقبة nayrouz مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي آل حداد..صور nayrouz اللواء الحنيطي: القوات الخاصة تحظى باهتمام ورعاية ملكية سامية مستمرة ...صور nayrouz أسرة موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تهنئ الدكتور الدبعي بالسلامة nayrouz جائزة باسم الزعيم الوطني الشيخ حديثة الخريشة nayrouz اتفاقية تعاون بين وزارة الزراعة وبلدية الجنيد nayrouz "زراعة بني كنانة" تعلن بدء استقبال طلبات شهادات المنشأ nayrouz مؤسسة الملكة علياء للسمع والنطق تصدر تقرير إنجازاتها لعام 2024 nayrouz الفيصلي يتعاقد مع المحترف التونسي الحمروني nayrouz العبيدات يعقد اجتماعاً لمديري ومديرات المدارس بلواء الكورة. nayrouz " الزراعة النيابية" تدعو إلى دعم القطاع الزراعي وتخفيض أسعار الأعلاف nayrouz جمعية النشمية لتنمية المرأة والطفل الخيرية تخرج دورة مهارات اعدد المأكولات الشعبية nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 nayrouz "الحزن يخيم على الأردن بعد وفاة 6 شبان في حوادث مأساوية" nayrouz الحاج محمد عبدالرحمن القرشي "ابو رائد" في ذمة الله nayrouz وفاة شاب ثلاثيني إثر اصابته بعيار ناري عن طريق الخطأ في البتراء nayrouz الشاب المهندس اسامه محمد حسن العتوم في ذمة الله nayrouz الشاب احمد محمد العوران في ذمة الله nayrouz وفاة و 6 إصابات بحوادث دهس وتصادم في عمان والأزرق nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 21-1-2025 nayrouz الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل حسن التل . nayrouz قبيلة بني حميدة تشيع الحاجة أم محمد في مليح بحضور شخصيات بارزة nayrouz وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق nayrouz اللجنة الوطنية للعسكريين السابقين تعزي زميلها المحامي صالح الخضور بوفاة والدته أم محمد nayrouz الشاب محمد عناد المطر الجحاوشة في ذمة الله  nayrouz وفاة خمسيني دهساً في الزرقاء nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 20-1-2025 nayrouz وفاة اللواء المتقاعد عامر محمد جلوق (أبو يزن ) nayrouz الحاج ممدوح سلطان مثقال الفايز في ذمة الله nayrouz الجبور يعزي اللواء المتقاعد علاء الهرش بوفاة نجله الدكتور سعد nayrouz وفاة الحاج سالم عبد الله "الغنميين" ابن عم اللواء الركن م اسماعيل الغنميين الشوبكي" nayrouz وفاتان دهساً و5 إصابات بحوادث على طرق داخلية وخارجية nayrouz

المتعلمون في مرمى الطلاق: أزمة طلاق تضرب صفوة المجتمع الأردني.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


حنين البطوش

في زمن يشهد تحولاتٍ متسارعة، يُعتبر التعليم بمثابة جواز سفر نحو المستقبل، وبوابة للنجاح والازدهار، إلا أن المفارقة تكمن في أن هذا الاستثمار في التعليم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ففي مجتمعنا الأردني، لطالما ارتبطت الشهادة الجامعية بالتقدم والنجاح، وبالحياة الأسرية المستقرة، ومن المطلوب أن يكون التعليم بمثابة منارة تضيء الدرب نحو حياة زوجية سعيدة ومستقبل واعد، إلا أن الواقع يقدم لنا صورة مختلفة تمامًا، فبين أروقة الجامعات وحفلات التخرج، تتسلل مشكلة الطلاق لتفتك بالأسر الشابة، ففي الأردن كما في العديد من المجتمعات الأخرى، تظهر إحصائيات مقلقة حول ارتفاع معدلات الطلاق بين الأزواج الحاصلين على مؤهلات تعليمية عالية.
وتؤيد الأرقام الصادرة عن دائرة قاضي القضاة في تقريرها لسنة 2023 أن الطلاق بين المتعلمين هو الأعلى بين المتزوجين حتى أن حوالي 99% من حالات الطلاق كانت بين أزواج حاصلين على درجات علمية.

يتسلل إلى مجتمعاتنا سؤالٌ مقلق: أين ذهبت أحلام تلك الأسر التي بناها العلم والمعرفة؟ وكيف يمكن أن يؤدي التعليم الذي يهدف إلى تطوير الفرد وتنمية قدراته إلى زيادة معدل الطلاق بين الأزواج المتعلمين وتفكك الأسرة ؟ كل هذة الأسئلة المحيرة تدعونا للتعمق في أسباب هذه الظاهرة وتداعياتها، وسبل مواجهته.

 الأسرة الأردنية تتعرض لعاصفة من التحديات تهدد بتحطيم أركانها، حيث تتنوع الأسباب الكامنة وراء ارتفاع معدلات الطلاق بين الأفراد الحاصلين على مؤهلات تعليمية عالية يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة ،فمن ناحية التوقعات المرتفعة والطموحات الأكاديمية التي يحملها المتعلمون، سواء أكانوا رجالاً أم نساءً، تجعلهم يضعون معايير عالية في شركائهم وفي الحياة الزوجية، حيث‎ تساهم في زيادة الضغوط على العلاقات الزوجية، خاصةً عندما تتعارض هذه الطموحات مع متطلبات الحياة الأسرية، ‎وقد يؤدي التركيز المفرط على العمل والدراسة إلى إهمال الحياة الزوجية، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة، وقد يفتقر بعض الأفراد إلى المهارات اللازمة للتواصل الفعال مع شركائهم، وغياب المهارات الاجتماعية ،فتركيز النظام التعليمي على الجانب النظري، قد يؤدي إلى نقص في المهارات الاجتماعية اللازمة لبناء علاقات زوجية ناجحة، مما يؤدي إلى سوء الفهم والصراعات.

وتفتقر العديد من الأسر إلى الدعم الاجتماعي الكافي، مما قد يعزل الأزواج ويجعلهم غير قادرين على مواجهة تحديات الزواج، ومن ناحية أخرى تساهم التغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة في تقويض القيم التقليدية التي كانت تدعم العلاقات الزوجية، مما يزيد من تحديات بناء زواج مستقر، علاوة على ذلك، فإن التأخر في الزواج، والضغوط المهنية والحياة الأكاديمية.

الطلاق كالنار تلتهم الأخضر واليابس وتدمر البيوت وتفرق الأحباب، فلا يقتصر أثر الطلاق بين حملة الشهادات الجامعية على تدمير أسرة، بل يتجاوز ذلك ليترك ندوبًا عميقة في المجتمع، فالأبناء هم الضحايا الأبرز والفئة الأكثر تضررًا من تفكك الأسرة، أطفال الأزواج المطلقين هم الضحايا الصامتون لهذه المأساة، حيث يعانون من اضطرابات نفسية واجتماعية قد تؤثر على مستقبلهم، 
فالطلاق كعاصفة تجتاح حياة الزوجين، لا يترك أثراً واحداً بل يترك ندوباً عميقة في نفوسهما، ولكل من الزوجين قصته الخاصة مع الألم والخسارة، حيث تتحمل المرأة عادةً العبء الأكبر من الطلاق، سواء على المستوى النفسي أو المادي، مما قد يؤثر على فرصها في المشاركة في الحياة العامة وعلى مستوى المجتمع، ويحمل الطلاق في طياته تحديات خاصة للرجل، فغالبًا ما يتعرض الزوج لتوقعات اجتماعية وثقافية تجعله يظهر القوة والتحمل، مما قد يمنعه من التعبير عن مشاعره الحقيقية وألمه النفسي.

كما أن هذا الطلاق يمثل خسارة اقتصادية كبيرة ويضعف النسيج الاجتماعي، ويهدد القيم والأخلاق التي تقوم عليها مجتمعاتنا، وزيادة معدلات الجريمة والعنف، وتدهور الصحة النفسية، مما يمثل عبئًا كبيرًا على الموارد الاقتصادية والاجتماعية.

لا شك أن التعليم هو استثمار في المستقبل، إلا أنه لا يضمن بالضرورة نجاح الحياة الزوجية، فالسعادة الزوجية تحتاج إلى رعاية مستمرة وبناء علاقة متينة قائمة على الحب والاحترام، ولتجاوز هذه المعضلة يتطلب الأمر تضافر جهود المجتمع بأكمله، وإعادة النظر في برامجنا التربوية والاجتماعية، كما ينبغي أن نتخلص من النظرة التقليدية للزواج، وأن نشجع على الحوار والتسامح بين الزوجين، كما ينبغي توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأزواج الجدد
 وذلك من خلال تعزيز الوعي بأهمية الزواج، وتوفير برامج تأهيل قبل الزواج، لمساعدتهم على تجاوز التحديات الأولية لحياتهم الزوجية، ولا تقتصر الحلول على ذلك، بل ينبغي تطوير سياسات اجتماعية شاملة تدعم الاستقرار الأسري وتقدم الدعم المادي والمعنوي للأسر التي تواجه صعوبات، وأخيرًا لا بد من تغيير النظرة المجتمعية السلبية للطلاق، وتشجيع الأزواج على طلب المساعدة عند مواجهة مشاكل في زواجهم، بدلًا من اللجوء إلى الحلول المتطرفة.
يس
يشكل الوازع الديني درعًا واقيًا يحمي الأسرة من عواصف الانفصال، فالقيم الدينية السامية التي تحث على الصبر والتسامح والتعاون، ترسخ في نفوس المؤمنين حبًا عميقًا للأسرة واستعدادًا للتضحية من أجل استمرارها، هذه القيم النبيلة تعمل كبوصلة توجه الأزواج نحو طريق السعادة الزوجية، ولترميم أواصر الحب والود في حياتكما، اجعلا من بيتكما واحة من السعادة والتفاهم، استثمرا في علاقتكما من خلال اكتساب المعرفة الشرعية حول حقوق وواجبات كل منكما وتعلموا فن الحوار الهادئ والاحترام المتبادل، وحولو الخلافات إلى فرص لبناء جسور الثقة والمحبة، تذكرا أن الحياة الزوجية رحلة مشتركة تحتاج إلى صبر وتفاهم، فكونا فريقًا واحدًا يواجه التحديات معًا ويحقق السعادة.

الطلاق تجربة مؤلمة، ولكنها ليست نهاية الحياة، يمكن تجاوز هذه المرحلة الصعبة والبدء بحياة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل، بشرط أن يمتلك الإنسان الإرادة والعزيمة الكافية، ومن المهم أن تتذكر أن السعادة ليست مقتصرة على الزواج، وأن الحياة مليئة بالفرص الجديدة.


حنين البطوش 
استشارية نفسية أسرية وتربوية